اقتصاد ومال

“إمكانات الفضاء اللامحدودة” تجبر البشرية على التعاون


وقال كوكس لأخبار الأمم المتحدة إنه سيستغل منصبه الجديد لشرح أهمية الفضاء وروعته لأكبر عدد ممكن من الجمهور.

فيما يلي نص الحوار مع مناصر الفضاء، برايان كوكس.

برايان كوكس: كنت مهتما منذ طفولتي بعلم الفلك. عاصرت هبوط المركبة أبولو 11 على سطح القمر، مع أنني كنتُ في عامي الأول تقريبا، لذلك لا أتذكره.

وعلى صعيد أكثر أهمية، يعد الفضاء أحد مجالات النمو الرئيسية في الاقتصاد العالمي. فالأرقام مذهلة، حيث تشير التقديرات إلى أن اقتصاد الفضاء سيبلغ حوالي تريليوني دولار بحلول عام 2035، ارتفاعا من حوالي ما بين 600 و700 مليار دولار اليوم.

إلى جانب الأثر الاقتصادي للفضاء، لطالما كان الفضاء مسعى يجمع الناس. محطة الفضاء الدولية هي إحدى المجالات التي نتعاون فيها لأننا نريد ذلك. ولكن أيضا لأننا مجبرون على ذلك، فالفضاء، كما هو واضح، ليس جزءا من دولة واحدة. إنه مجال يمكننا التوسع فيه، يتمتع بإمكانيات غير محدودة، ولكنه يجبرنا أيضا على التعاون.

تشكل الأقمار الصناعية جزءا أساسيا من البنية التحتية الفضائية.

أخبار الأمم المتحدة: فكرة التعاون بالغة الأهمية. هل هذا أحد أسباب رغبتكم في العمل مع الأمم المتحدة؟

برايان كوكس: بالنسبة لي، تتطلب بعض المساعي تبني منظور عالمي. والفضاء، كما هو واضح، أحدها.

من غير المنطقي الحديث عن الدفاع الكوكبي، واستكشاف القمر، وتعدين الكويكبات، ثم التحرك نحو النظام الشمسي كدول منفردة. هذا ببساطة غير مجد.

هناك مجالات معينة يفرض علينا فيها التعاون العالمي. وأعتقد أن هذا أمر جيد، لأنه يجبرنا على القيام بأمور صعبة، ودبلوماسية معقدة، ومفاوضات تقنية.

قد يرى البعض هذا عيبا، لكنني أراه ميزة كبيرة للفضاء، إذ يجبرنا على التفكير كعالم واحد.

أخبار الأمم المتحدة: وما الفرق الذي تعتقد أنه يمكنك إحداثه شخصيا في هذا الدور الجديد؟

براين كوكس: من الضروري أن نوسع نطاقنا، واقتصادنا، وطموحنا في الفضاء. خلفيتي، بالإضافة إلى كوني من هواة سرد القصص، تكمن في محاولة فهم وشرح أسباب أهمية الفضاء وروعته لأكبر عدد ممكن من الجمهور. وبالمناسبة، هذا الجمهور ليس عامة الناس فحسب، بل يشمل أيضا القادة السياسيين وقادة الصناعة الذين قد لا يدركون إمكانات الفضاء.

يعد العلم إحدى الركائز الأساسية لحضارتنا، وبالتالي، إذا لم تُعرَض فوائده على الناس، فلن يتمكنوا من المشاركة في تعزيز حضارتنا ونموها.

إذا كان هناك قصور في الفهم، فمن المحتمل ألا تكون عملية اتخاذ القرار مثالية. إذا بدا هذا الكلام جافا بعض الشيء، فإننا نطرح أيضا أسئلة جوهرية مثل: هل نحن وحدنا في الكون؟

أخبار الأمم المتحدة: أعتقد أن هذا هو السؤال الأكثر طرحا عليك؟

برايان كوكس: إنه سؤال رائع. أعتقد أننا جميعا نتساءل عنه. والإجابة هي أننا لا نعرف.

يمكنك صياغة السؤال بطريقة علمية أكثر. إلى أي مدى نحتاج للذهاب أبعد من الأرض لاكتشاف الحياة؟

حاليا، لا نعرف إجابة هذا السؤال، لكننا نحاول الإجابة عليه.

(من الأرشيف) منظر للأرض من محطة الفضاء الدولية خلال مهمة ألفا.

(من الأرشيف) منظر للأرض من محطة الفضاء الدولية خلال مهمة ألفا.

أخبار الأمم المتحدة: هل هناك أي مفاهيم خاطئة تتعلق بالفضاء ترغب في معالجتها؟

برايان كوكس: هناك بالتأكيد مفاهيم خاطئة في تصور الناس للفضاء، والتي أعتقد أنها ناتجة عن نقص المعلومات.

المفهوم الخاطئ الرئيسي هو أن الفضاء رفاهية، وأن استكشافه والتصنيع في المدار القريب من الأرض في البداية، ثم الانتقال به إلى القمر والكويكبات، أمر يمكننا تأجيله للمستقبل.

كثيرا ما أسمع القول إنه يجب علينا حل المشاكل هنا على الأرض قبل أن نقلق بشأن الفضاء.

الجواب على ذلك هو أن الفضاء يعد بالفعل عنصرا حيويا في حل المشكلات التي نواجهها على الأرض. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك فهم كيفية تغير مناخنا.

تعد البيانات المستمدة من عمليات رصد الغلاف الجوي ودرجات حرارة المحيطات عبر الأقمار الصناعية عنصرا حيويا في فهمنا لكيفية تغير المناخ وفي إدارة المشكلات التي نواجهها الآن، والتي خلقناها في عصر ما قبل الفضاء.

يعد تحديد المواقع العالمي، والملاحة عبر الأقمار الصناعية، أمرا بالغ الأهمية، ليس فقط لتحديد موقعك على هاتفك، بل هو مهم أيضا لإدارة الحركة الجوية، وإدارة سلسلة التوريد، ولتحسين طريقة شحن البضائع والمواد عبر الكوكب، وما إلى ذلك.

هناك أمثلة عديدة على كيفية تأثير الفضاء بالفعل على الأرض بشكل إيجابي. وستنمو هذه الأمثلة بسرعة في المستقبل.

أخبار الأمم المتحدة: كيف تخططون للدعوة إلى الاستخدام السلمي والجامع للفضاء الخارجي، وخاصة من حيث إشراك الدول النامية؟

برايان كوكس: آمل أن أتمكن من المساهمة في إضفاء الطابع الديمقراطي على الفضاء أو الدعوة إلى المشاركة، ليس فقط بين اللاعبين الكبار.

إن الحجج التي تُساق لصالح حق جميع الدول في المشاركة في اقتصاد الفضاء هي نفسها الحجج التي تُساق لصالح حق الدول في المشاركة في الاقتصاد القائم على سطح الأرض وفي المحيطات.

الأساس هو أننا يجب أن نعمل في مناطق محددة ككوكب واحد. الفضاء من أفضل الأمثلة على ذلك، ولكن يمكن إضافة تغير المناخ، ومكافحة الأوبئة، وإدارة الذكاء الاصطناعي.

هذه الأمور لا تتقيد بالحدود الدولية، ولهذا السبب نحتاج إلى منظمات مثل الأمم المتحدة.

ربما يكون الفضاء أوضح مثال على منطقة، جزء من اقتصادنا، لا تتقيد بالحدود الوطنية، لأنه من الواضح أنه لا توجد حدود وطنية هناك.

أخبار الأمم المتحدة: في رأيك كيف يمكن للدول النامية المشاركة بشكل أكبر في اقتصاد الفضاء؟

براين كوكس: أعتقد أننا الآن في مرحلة تحول فيما يتعلق بالتوجه إلى ما وراء الأرض، نحو استخدام الفضاء واستغلاله صناعيا. هذا يعني أن اللوائح التي نتفق عليها جميعا قيد التطوير الآن.

كيف ندير الحركة الجوية في الفضاء؟ كيف نضمن الوصول العادل؟ إذا بدأنا ببناء قواعد على القمر، فكيف ندير ذلك؟

كيف ندير هذه العملية بنفس الطريقة التي ندير بها الوصول، على سبيل المثال، إلى القارة القطبية الجنوبية؟

من الواضح أن هذا حوار عالمي. إنه يؤثر على الجميع، وعلى كل دولة.

على جميع الدول أن تتكاتف لوضع الأطر التي تسمح لنا بالنمو إلى حضارة متعددة الكواكب. أتمنى أن أرانا وقد أصبحنا حضارة بين النجوم، لكنني لن أرى ذلك في حياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى