الأمين العام يدعو إلى زرع ثقافة السلام ويؤكد أن “لدينا فرصة للتغيير”
وقال غوتيريش إن السلام بالنسبة للأمم المتحدة، “هو سبب وجودنا، ونبراسنا، وعقيدتنا التأسيسية”. وحذر من أن “أسس العالم المسالم تتصدع” وأن الانقسامات الجيوسياسية تتسع، مضيفا أنه “من الشرق الأوسط إلى السودان وأوكرانيا وما وراءهما، نرى الرصاص والقنابل تشوه وتقتل؛ والجثث تتراكم، والسكان يعانون من الصدمات والمباني تتحول إلى أنقاض”.
ونبه كذلك إلى أن التضليل يؤجج نيران الكراهية، ويتم تسليح التقنيات الجديدة دون أي حواجز، وأن أزمة المناخ تغذي عدم الاستقرار. وشدد على أنه يجب أن تكون المؤسسات الدولية في وضع أفضل للاستجابة.
قمة المستقبل
وأكد أمين عام الأمم المتحدة أن “لدينا فرصة للتغيير”، مشيرا إلى قمة المستقبل التي تنعقد في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث يمكن بدء عملية الإصلاح والإنعاش.
وأوضح أن ذلك يمكن أن يتم من خلال تكييف المؤسسات متعددة الأطراف مع واقع اليوم، وتعزيز الخطة الجديدة للسلام، وتنشيط أهـداف التنمية المستدامة، وحماية حقوق الإنسان، ومعالجة النقطة التي يلتقي فيها المناخ والأمن، والاتفاق على ضوابط الحماية للتكنولوجيات الجديدة في الصراع، والدفاع عن المساواة بين الجنسين وتعزيزها، ومكافحة العنصرية والتمييز، وتأمين المشاركة الكاملة والهادفة في الحياة المدنية وبناء السلام وخاصة بالنسبة للشباب والنساء والفتيات والمجتمعات المهمشة تاريخيا.
وقال الأمين العام إن موضوع اليوم الدولي للسلام هذا العام: “زرع ثقافة السلام”، يُعد “قضية يجب علينا نحن جميعا، نحن أتباع السلام والعدالة، أن نتكاتف من أجلها، في هذا اليوم وكل يوم، من خلال قمة المستقبل وما بعدها”.
رمز مهيب
بدوره، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ أمام المشاركين في المراسم السنوية لقرع جرس السلام إن ذلك الجرس الذي تم التبرع به للأمم المتحدة قبل 70 عاما، “يعد رمزا مهيبا لنموذج السلام داخل الأمم وفيما بينها”.
وأكد أن الجرس، الذي صُنع من عملات معدنية تبرعت بها 60 دولة، هو إبداع ــ مثل الأمم المتحدة ذاتها ــ صُهر في بوتقة، حيث أصبح مجموع وحجم أجزائه الفريدة أكبر كثيرا من أجزائه العديدة.
ونبه يانغ إلى أنه رغم أن الدول الأعضاء تعهدت في مـيثاق الأمم المتحدة “بممارسة التسامح والعيش معا في سلام مع بعضها البعض كجيران طيبين”، “فإننا نشهد اليوم العكس تماما”، بما في ذلك خطاب متزايد من العزلة والإقصاء، وعدم التسامح مع الآخر بما يغذي التوترات بين الأديان والثقافات والمذاهب، وموجة متصاعدة من العنف والصراع تعمل على تضخيم المعاناة واليأس.
رسالة أمل
وشدد رئيس الجمعية العامة على أنه “حان الوقت لإعادة الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، دستور نظامنا متعدد الأطراف. لقد حان الوقت لاستعادة الثقة والتضامن داخل أسرتنا من الأمم”.
وأشار إلى الفرصة التاريخية التي تمثلها قمة المستقبل لتعزيز أدوات التعاون بين الأمم وتعزيز قضية السلام المستدام. وقال إنه ما بين أوكرانيا وغزة والسودان وميانمار وهايتي وأماكن أخرى، يبحث الناس بشدة عن بصيص من الأمل ونهاية للصراعات والنزاعات.
وأضاف: “فلنقرع جرس السلام اليوم ونرسل رسالة أمل من أجل السلام”.