قمة المستقبل: 5 مواضيع رئيسية على الطاولة ستؤثر على مستقبلك
عادة ما يكون أواخر شهر أيلول/سبتمبر أكثر أوقات العام ازدحاما في مقر الأمم المتحدة، عندما يصل زعماء العالم إلى نيويورك لحضور المناقشة رفيعة المستوى في الجمعية العامة. هذا العام، تُضاف فعالية مهمة إذ يستغل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذه الفرصة لعقد قمة المستقبل التي تضم زعماء العالم، بالإضافة إلى رواد المجتمع المدني والنشطاء الشباب.
تُعقد القمة يومي 22 و23 سبتمبر، وقبلها (20 و21) يومان للعمل حافلات بالأنشطة. خلال تلك الفترة تعقد ندوات وفعاليات جانبية وتُتلى خطابات رئيسية. سيتم تقسيم هذه الأحداث إلى خمسة مواضيع رئيسية، إلى جانب ما يسمى بالموضوعات “المتقاطعة” مثل حقوق الإنسان وأزمة المناخ والمساواة بين الجنسين، والتي ترتبط بجميع القضايا.
1 التمويل من أجل التنمية
“الهيكل المالي الدولي، الذي صيغ عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، يخضع لاختبار ذي أبعاد تاريخية – وهو يفشل في الاختبار”، كما يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
اكتسبت الحاجة إلى إصلاح هذا النظام إلحاحا إضافيا مع اقتراب الموعد النهائي لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وهي الخطة التي صاغتها الأمم المتحدة لبناء مستقبل أفضل للجميع.
الوثيقة الرئيسية للقمة، والمعروفة باسم ميثاق المستقبل، تمثل- وفقا للسيد غوتيريش- تعهدا من الدول “باستخدام جميع الأدوات المتاحة على المستوى العالمي لحل المشاكل – قبل أن تطغى علينا تلك المشاكل، والالتزام باتخاذ إجراءات جريئة” لتنفيذ أجندة التنمية، مع التركيز بشكل خاص على القضاء على الجوع والفقر والحد من التفاوتات وتعزيز الطموح لمعالجة تغير المناخ.
2 السلام والأمن الدوليان
تصف الأمم المتحدة الوضع العالمي الحالي بأنه “خطير بشكل فريد”، مع خطر انخراط القوى الكبرى في الصراع بأعلى المستويات منذ الحرب الباردة، وزيادة احتمال اندلاع حرب نووية عما كان عليه الأمر منذ عدة عقود، بالإضافة إلى أزمة المناخ التي تدفع الهجرة وتزيد من حدة التوترات.
هناك أيضا تهديدات جديدة يجب التعامل معها، حيث يتم تسليح التقنيات الجديدة لإحداث أقصى قدر من الضرر، في عالم مترابط للغاية. وعلى هذه الخلفية المتوترة، صدرت عام 2023 خطة جديدة للسلام، وهي أول خطة سلام عالمية تصدرها الأمم المتحدة منذ عقود. وتحدد هذه الخطة مجموعة من الحلول تتراوح بين حفظ السلام وبناء السلام ونزع السلاح وإصلاح مجلس الأمن.
وقد تم تضمين التوصيات الواردة في خطة السلام في ميثاق المستقبل، المقرر اعتماده في قمة المستقبل.
3 العلوم والتكنولوجيا والتعاون الرقمي
خلال قمة المستقبل، من المقرر أن تعتمد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أيضا الميثاق الرقمي العالمي، الذي يهدف إلى إضفاء مزيد من الثقة على الإنترنت، وضمان توفير الخيارات أمام الناس بشأن كيفية استخدام بياناتهم، وتحديد المساءلة عن المحتوى التمييزي والمضلل.
يحتوي الميثاق على تحذيرات من عواقب استخدام الذكاء الاصطناعي “بنية خبيثة” لتعميق الانقسامات داخل الدول وبينها، وزيادة انعدام الأمن، وانتهاك حقوق الإنسان، وتفاقم عدم المساواة.
تتضمن الوثيقة قائمة بالالتزامات والإجراءات يذكر العديد منها “الفجوة الرقمية”، إذ لا تتوفر الإنترنت لـ 2.6 مليار شخص حول العالم مما يبعدهم عن الكثير من الفرص التي توفرها الأدوات المتاحة على شبكبة الإنترنت.
يدعو الميثاق إلى توصيل جميع المدارس والمستشفيات بالإنترنت، بناءً على “مبادرة جيجا” التي تدعمها الأمم المتحدة وتطوير مهارات محو الأمية الرقمية. وسيتم إنشاء لجنة علمية دولية حول الذكاء الاصطناعي وإجراء حوار عالمي سنوي حول حوكمة هذا الذكاء، حتى يتسنى التوصل إلى معايير عالمية للذكاء الاصطناعي تعود بالنفع على الجميع بحلول عام 2030.
4 الشباب والأجيال القادمة
الوثيقة الثالثة التي سيتم اعتمادها في القمة هي إعلان الأجيال القادمة. بالإضافة إلى الالتزامات بإنهاء عدم المساواة، وتوفير التعليم الجيد للجميع وضمان التخطيط طويل الأجل، يقترح الإعلان إضافة جديدة للأمم المتحدة هي منصب “مبعوث خاص للأجيال القادمة”.
يُكلف هذا المنصب بالدعوة عبر منظومة الأمم المتحدة إلى التفكير بشكل أفضل على المدى الطويل، ومشاركة نتائج ما يُعرف بمختبر مستقبل الأمم المتحدة وهو أحد الأذرع البحثية للمنظمة.
أصوات الشباب ستكون حاضرة في القمة. يتمثل ذلك في تخصيص “يوم عمل” بقيادة الشباب في قاعة الجمعية العامة يوم الجمعة 20 أيلول/سبتمبر، يشمل مشاركة نشطاء ومشاهير وعروضا موسيقية وحوارات تضم فيليبي بولير أول مساعد للأمين العام لشؤون الشباب، والأمين العام أنطونيو غوتيريش.
ويوم الاثنين 23 سبتمبر، يُعقد حوار تفاعلي في قاعة مجلس الوصاية بمقر الأمم المتحدة، حول كيفية تعزيز النظام العالمي للأجيال الحالية والمستقبلية.
5 الحوكمة العالمية
عندما أنشئت الأمم المتحدة، منذ ما يقرب من 80 عاما، كان العالم في حالة صدمة بعد صراع عالمي مدمر دفع زعماء العالم إلى العمل لإقامة مؤسسات تضمن عدم تكرار تلك الأحداث. وفي حين أن هذا الزخم لا يزال ذا صلة اليوم، إلا أن هناك إجماعا واسع النطاق على أن الأدوات التي تم إنشاؤها في بدايات الأمم المتحدة تحتاج إلى إصلاح شامل، لجعلها مناسبة للغرض المرجو منها.
وفي قمة المستقبل، يشارك زعماء العالم في مناقشات تهدف إلى إحداث هذه التغييرات وسيناقشون الموضوع الشائك الذي أثار نقاشا محتدما على مر السنين وهو إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
يركز مؤتمر القمة أيضا على شؤون الفضاء الخارجي. ففي السنوات الأخيرة، كانت هناك دعوات لبناء هياكل حوكمة أقوى لهذه الأنشطة، مع زيادة استخدام القطاع الخاص للفضاء بسرعة، وانضمام دول جديدة إلى صفوف اللاعبين الراسخين في مجال الفضاء.
ويجري حاليا تطوير مبادرات وبرامج سريعة التطور بشأن استخدام البشر للفضاء، ونتيجة لذلك تظهر الحاجة إلى أشكال جديدة من الحوكمة لضمان حدوث هذا النمو السريع بطريقة آمنة ومستدامة.