“أحلك لحظات الصراع في غزة”: الأمم المتحدة تدعو قادة العالم إلى التحرك
وفي بيان صحفي أصدره اليوم الجمعة، أضاف تورك أن “الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم بشكل لا يمكن تصوره. سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين. إننا نواجه ما يمكن أن يرقى إلى مستوى الجرائم الوحشية، بما في ذلك ما يحتمل أن يصل إلى الجرائم ضد الإنسانية”.
وأشار تورك كذلك إلى تقارير تفيد بأن الجماعات الفلسطينية المسلحة تواصل العمل بين المدنيين، بما في ذلك أماكن الإيواء، مما يعرض المدنيين للخطر، مشددا على أن هذا أمر غير مقبول على الإطلاق.
وذكر أن إمكانية الوصول إلى الشمال محدودة جدا، مضيفا أن “الجيش الإسرائيلي يقوم بقصف المستشفيات. وقد قُتل وجُرح موظفون ومرضى أو أُجبِروا على الإخلاء في الوقت عينه. الملاجئ، التي كانت في السابق مدارسَ، تتعرض للقصف يوميا. الاتصال مع العالم الخارجي يبقى محدودا للغاية. وما زال الصحفيون يتعرضون للقتل”.
وقال المفوض السامي: “بموجب اتفاقيات جنيف، يقع على عاتق الدول التزام بالتحرك عند ارتكاب انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني. وبموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، على الدول الأطراف أيضا مسؤولية التحرك لمنع مثل هذه الجريمة حين يصبح خطر حدوثها ظاهرا”.
ووجه مناشدة إلى قادة العالم قائلا: “أذكركم بمسؤوليتكم لضمان احترام القانون الدولي الإنساني كما هو منصوص عليه في اتفاقيات جنيف. فهذه قواعد مقبولة ومُلزمة عالميا وُضِعَت للحفاظ على الحد الأدنى من الإنسانية. أناشدكم أن تضعوا حماية المدنيين وحقوق الإنسان في المقام الأول، وألا تتخلوا عن الحد الأدنى من الإنسانية”.
“مهمة معقدة”
يأتي هذا في وقت دعا فيه مسؤولون أمميون عاملون في المجال الإنساني مجددا إلى حماية المرافق الصحية والإجلاء الطبي العاجل للمرضى الذين يعانون من حالات حرجة.
الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، الذي عاد لتوه إلى وسط غزة من “مهمة معقدة” إلى مستشفى كمال عدوان المحاصر في الشمال، روى مشاهداته للصحفيين في المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف.
وقال بيبركورن الذي كان يتحدث عبر الفيديو، إنه عند نقطة تفتيش قريبة من مستشفى كمال عدوان، كان هناك “آلاف النساء والأطفال يغادرون المنطقة، ويمشون ويتعثرون، ومعهم بعض الأمتعة، باتجاه طريق صلاح الدين ومدينة غزة”.
وأفاد المسؤول الأممي بأن المنظمة وشركاءها تمكنوا أمس الخميس وسط الأعمال العدائية المستمرة من الوصول للمستشفى الذي بات يعمل بطاقة محدودة، ونجحوا في نقل 23 مريضا ومقدمي الرعاية لهم إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، كما سلموا إمدادات وأدوية.
وقال بيبركورن: “رأينا الفوضى والاضطراب في مستشفى كمال عدوان”، مضيفا أنه خلال زيارته الأخيرة هناك، كان المرفق يضم ما بين 75 و100 مريض، ولكن “الآن ربما كان هناك أكثر من 200 مريض، وكان قسم الطوارئ مكتظا، ورأينا العديد من المرضى يُنقلون. مرضى مصابون بصدمات مروعة”.
ولفت إلى أن أفراد طاقم المستشفى مثقلون وغير مجهزين للتعامل مع تدفق المرضى المصابين بجروح خطيرة. وأضاف: “رأينا أيضا مئات الأشخاص في كل ركن من أركان المستشفى يبحثون عن مأوى. ونريد أن نؤكد مرة أخرى أن هذا المستشفى يحتاج إلى الحماية”.
تطور مقلق للغاية
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى التقارير “المقلقة للغاية” التي وردت صباح اليوم الجمعة، بعد ساعات من مغادرته مع زملائه لمستشفى كمال عدوان، حول الوجود العسكري الإسرائيلي في محيط المستشفى وإصدار أوامر للنازحين بالخروج.
وقال إن المعلومات بحاجة إلى تحقق، مشددا على أن الأشخاص الذين يحتمون هناك “ليس لديهم مكان يذهبون إليه”.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس قال في منشور على موقع إكس إنه “منذ تقارير هذا الصباح عن غارة على مستشفى كمال عدوان، فقدنا الاتصال بالعاملين هناك”، واصفا التطور بأنه “مقلق للغاية”.
تأجيل حملة شلل الأطفال
وفيما يتعلق بحملة التطعيم ضد شلل الأطفال، أشار بيبركورن إلى أن السلطات الصحية والوكالات المشاركة في الحملة أعلنت يوم الأربعاء تأجيل المرحلة الثالثة والأخيرة من الجولة الثانية، والتي تهدف إلى تطعيم 119,279 طفلا دون سن العاشرة في شمال القطاع.
وقال إن هذا بسبب “تصاعد العنف والقصف المكثف وأوامر النزوح الجماعي وانعدام فترات التهدئة الإنسانية” في معظم أنحاء شمال غزة. وأضاف المسؤول الأممي: “نريد تغطية هؤلاء الأطفال البالغ عددهم أكثر 119 ألف طفل في الشمال، كما فعلنا في الجولة الأولى”.
وشدد على ضرورة الوصول إلى جميع الأطفال، أينما كانوا، للتأكد من الوصول إلى هذه التغطية بنسبة 90 في المائة. وأشار إلى أنهم اقتربوا من ذلك، مضيفا أنه لا يزال لديه “آمال حسنة” فيما يتعلق بإمكانية تنفيذ المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم.
مشكلة يتم تجاهلها
وشارك في نفس المؤتمر، المتحدث باسم منظمة اليونيسف، جيمس إلدر الذي روى كيف تتفاقم محنة أطفال غزة بسبب الانخفاض الحاد في عمليات الإجلاء الطبي، مما يترك الأطفال الصغار يعانون من “رضوح في الرأس وبتر الأطراف والحروق والسرطان وسوء التغذية الحاد”، وينتظرون أقل فرصة لمغادرة القطاع للعلاج.
وقال إنه منذ بداية العام وحتى إغلاق معبر رفح بين غزة ومصر في أوائل أيار/مايو، كان متوسط عدد الأطفال الذين يتم إجلاؤهم طبيا من القطاع 296 طفلا شهريا. ولكن منذ ذلك الحين، “انخفض هذا العدد إلى 22 طفلا شهريا”، بحسب إفادة إلدر.
وقال: “هذه ليست مشكلة لوجستية. لدينا القدرة على نقل هؤلاء الأطفال بأمان خارج غزة. إنها ليست مشكلة في القدرة. في الواقع، كنا نجلي الأطفال بأعداد أكبر قبل أشهر فقط. إنها ببساطة مشكلة يتم تجاهلها تماما”.
ونبه إلدر إلى أن آلام الأطفال تتفاقم بشكل وحشي في قبضة البيروقراطية غير المبالية، مضيفا أنه عندما يُحرم المريض من الإخلاء، فلا يوجد شيء يمكن القيام به.
حكم بالموت
وحذر المتحدث باسم اليونيسف من أنه إذا استمرت هذا الوتيرة البطيئة القاتلة، فسوف يستغرق الأمر أكثر من سبع سنوات لإجلاء 2500 طفل يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، مضيفا أن السلطات الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في قطاع غزة المعروفة اختصار باسم (كوغات)، “لا تقدم أسبابا للرفض”.
وقال إلدر: “نتيجة لهذا يموت الأطفال في غزة، ليس فقط بسبب القنابل والرصاص والقذائف التي تصيبهم، بل لأنه حتى عندما تحدث المعجزات، حتى عندما تنفجر القنابل وتنهار المنازل وتتزايد الخسائر، ويبقى الأطفال على قيد الحياة، فإنهم يُمنعون من مغادرة غزة لتلقي الرعاية الطبية العاجلة التي قد تنقذ حياتهم”.
ونبه إلى أن الأطفال يحرمون من الرعاية الطبية التي تُعَد من حقوق الإنسان الأساسية، “ويُحكَم على أولئك الذين نجوا بالكاد من القصف الوحشي بالموت متأثرين بجراحهم”.
“لا مفر”
وروى المتحدث باسم اليونيسف قصص عدد من الأطفال الذين التقى بهم وكانوا ينتظرون الإجلاء الطبي، ومن هؤلاء الطفلة مزيونة التي تبلغ من العمر 12 عاما.
وقال إلدر إنه “لا مفر” لمزيونة التي قُتل أشقاؤها عندما ضرب صاروخان منزلها، مما أدى إلى إصابتها بجروح مدمرة في الوجه، وشظايا مغروسة في رقبتها تتطلب إجلاء طبيا للحصول على رعاية متخصصة وجراحة العظام.
وأضاف أنه على نحو مماثل، يعاني عاطف البالغ من العمر ستة أشهر من سرطان العضلات وسوء التغذية الحاد، وتمت الموافقة على مغادرته القطاع لتلقي العلاج الطارئ. بالنسبة إلى إيليا البالغة من العمر أربع سنوات، والتي أصيبت بحروق من الدرجة الرابعة عندما أشعل قصف ليلي النار في منزلها، لكنها لا تزال تنتظر حيث قال الأطباء إنهم يخشون أن يضطروا قريبا إلى بتر يدها وساقها الأخرى إذا لم يتم إجلاؤها طبيا.
حذر إلدر من أن “كل هذا يحدث وسط قصف متواصل، حيث تم تدمير مستشفيات غزة، مما جعلها غير قادرة على رعاية تدفق المرضى الأطفال”.
وأفاد بأن الطاقم الطبي يبلغ مرارا عن نقص كبير في الضروريات مثل الإبر والجص وكريم الحروق والسوائل الوريدية ومسكنات الألم إلى جانب المستلزمات الأساسية مثل الكراسي المتحركة والعكازات وأجهزة السمع وحتى البطاريات.
طعم وكيف دليل المطاعم والكافيهات دليل المطاعم مدن العالم طعام وشراب مقاهي الرياض أخبار ونصائح دليل الرياض كافيهات الرياض جلسات خارجية دليل مقاهي ومطاعم أفضل كافيهات الرياض عوائل
اكتشاف المزيد من موقع fffm
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.