المفوض العام للأونروا: هناك حالة مستمرة من الصدمة في غزة، وغياب الحل السياسي يديم الصراع
وفي مؤتمر صحفي عقده في جنيف اليوم الثلاثاء، نقل لازاريني عن الزملاء العاملين مع الوكالة على الأرض في غزة أن هناك شعورا بأنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع، فإن الهجوم العسكري على رفح قد يحدث في أي وقت، مشيرا إلى أنه “لم يُطلَب من الناس بعد إخلاء رفح”.
وأفاد بأن الزملاء على الأرض أبلغوه كذلك بأن هناك “حالة مستمرة من الصدمة” سائدة في غزة مما حدا بهم وضع مصطلح جديد لوصف تلك الحالة وهو “الاضطراب المستمر الناتج عن الصدمة” والذي أصبح منتشرا في القطاع.
وعن الوضع في شمال غزة، قال المسؤول الأممي إن هناك مزيدا من المواد الغذائية المتوافرة في السوق. لكنه أضاف “أن ذلك لا يعني إمكانية الحصول على الغذاء، بسبب عدم وجود أموال نقدية متداولة على الإطلاق في الجزء الشمالي من قطاع غزة”.
وشدد على ضرورة فعل المزيد، مشيرا إلى أنه على الرغم من دخول مزيد من الإمدادات خلال نيسان/أبريل إلى غزة، “لكن هذا لا يزال بعيدا عن أن يكون كافيا لتبديل الاتجاه السلبي الذي شهدناه”.
معاملة صادمة وغير إنسانية
وكان المفوض العام لوكالة الأونروا قد اجتمع، قبل المؤتمر الصحفي، مع الدول الأعضاء حيث أطلعهم على مستجدات الوضع على الأرض.
ومن بين الأمور التي تطرق إليها، التقرير الأخير الذي أصدرته الوكالة قبل أيام عن احتجاز معتقلين من غزة والمزاعم بإساءة معاملتهم خلال الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال لازاريني “لقد شاركت (في الاجتماع) هذا الصباح أيضا قلقنا العميق بشأن المحتجزين من غزة من قبل القوات الإسرائيلية”.
وأفاد بأنه بحسب الشهادات التي جمعتها الأونروا، قال أشخاص كانوا محتجزين إنه تم جمعهم وتجريدهم من ملابسهم الداخلية، ووضعهم في شاحنات، وتعصيب أعينهم، وأنه في معظم الأوقات بمجرد إلقاء القبض عليهم يظل هؤلاء المعتقلون بمعزل عن العالم الخارجي ويتعرضون لمعاملة صادمة وغير إنسانية.
وأوضح لازاريني أيضا أنه ذكَّر الدول الأعضاء في الاجتماع بأن جميع مسؤولي الأمم المتحدة يواصلون المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة.
استهداف الأونروا
وتطرق لازاريني إلى ما تتعرض له الأونروا من ضغوط كبيرة ودعوات لتفكيكها، مذكرا بأن الوكالة “تعرضت للاستهداف خلال الأشهر السبعة الماضية في غزة”.
وأشار إلى أنه منذ بداية الحرب، قُتل 182 موظفا من الأونروا حتى الآن، وتعرضت أكثر من 160 منشأة تابعة لها للاضرار أو التدمير الكامل.
وقال إنه دعا الدول الأعضاء إلى التأكد من أنه بعد نهاية الحرب وبعد وقف إطلاق النار، أن يتم إجراء تحقيق مستقل للنظر في هذا التجاهل الصارخ تجاه الأمم المتحدة من أجل تجنب أن يكون ذلك عرفا جديدا في المستقبل.
خطة عمل أولية
وتحدث المفوض العام للأونروا عن آخر تفاصيل التحقيق الذي يجريه مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، فضلا عن تقرير مجموعة المراجعة المستقلة للوكالة التي ترأستها السيدة كاترين كولونا.
وعن تقرير المراجعة المستقلة، قال لازاريني إن التقرير أكد على حقيقة “أن الوكالة لديها نظام وآلية مهمة وقوية للتعامل مع أي انتهاكات للحياد”.
وأشار إلى أن الأونروا أبلغت الدول الأعضاء بنيتها عن كيفية متابعة توصيات ذلك التقرير، مضيفا “آمل أنه بحلول منتصف أيار/مايو، ستكون لدينا أول خطة عمل أولية ستتم مشاركتها”.
وأكد أيضا التزام الوكالة بتقديم تقارير على أساس منتظم، حول الموقف من تلك التوصيات.
وأشار كذلك إلى تعليق بعض الدول تمويلها للأونروا، قائلا إن الخبر السار هو أن معظم البلدان استأنفت تمويلها للوكالة فيما لم تتبق سوى بضعة بلدان لا تزال بحاجة إلى اتخاذ قرار.
غياب الحل السياسي
وكرر المسؤول الأممي التأكيد على أن الدعوات لتفكيك الأونروا ليست بشأن الحياد، ولكن الهدف منها هو “تجريد الفلسطينيين من وضعية اللاجئ”.
وقال “نسمع دائما أن الأونروا هي جزء من المشكلة لأنها تديم وضعية اللاجئين. وهنا يبدو الأمر وكأنك تقول إن الاستجابة الإنسانية للصراع تديمه. ما يديم الصراع هو غياب الحل السياسي”.
وأضاف أنه إذا كان هناك التزام صادق بإعادة تفعيل حل الدولتين وإعادته إلى الطاولة، فإن الأونروا يمكنها استعادة طبيعتها المؤقتة من خلال دعم المرحلة الانتقالية المؤدية إلى حل الدولتين.