أخبار العالم

أمام مجلس الأمن، دعم واسع للأونروا وتحذير من انهيار آفاق الحل المستدام للصراع الفلسطيني الإسرائيلي


حذر وينسلاند من “أننا لا نشهد كابوسا إنسانيا مروعا في غزة فحسب، بل نشهد أيضا تفككا متسارعا لآفاق التوصل إلى حل مستدام لهذا الصراع”. وأكد أمام مجلس الأمن الحاجة إلى بذل كل الجهود الممكنة لتهدئة الوضع وتأسيس مسار مختلف نحو مزيد من السلام والاستقرار في المنطقة. 

وأضاف: “الإسرائيليون والفلسطينيون لا يستحقون هذا الصراع المستمر الذي دمر حياة عدد لا يحصى من الناس. إنهم يستحقون مستقبلا أفضل، مستقبلا خاليا من الصراعات المفتوحة والاحتلال والحرب الإقليمية. ويتعين علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لرسم مسار نحو سلام عادل ودائم من شأنه أن يؤسس لحل الدولتين”.

تور وينسلاند المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.

سلسلة مميتة من حوادث الإصابات الجماعية في شمال غزة

وقال تور وينسلاند إننا دخلنا الآن العام الثاني من هذا الصراع المروع، والمنطقة على وشك تصعيد خطير آخر. ولا تظهر أعمال العنف في الأرض الفلسطينية المحتلة والمنطقة الأوسع نطاقا أي علامات على التراجع.

فبالأمس فقط، كما قال وينسلاند، قصفت القوات الإسرائيلية مبنى في بيت لاهيا في غزة، مما أسفر عن مقتل أو فقدان أثر ما لا يقل عن 90 فلسطينيا، بما في ذلك 25 طفلا على الأقل، وفقا للأرقام الأولية لوزارة الصحة في غزة. ووصف هذه الضربة بأنها “حلقة أخرى في سلسلة مميتة من حوادث الإصابات الجماعية الأخيرة في شمال غزة”.

وأشار إلى زيارته إلى غزة الأسبوع الماضي، قائلا إن ما رآه في القطاع أمر يفوق التصور. وأضاف: “وفي الجزء الجنوبي من القطاع، رأيت حجم الدمار الهائل الذي ألحقته هذه الحرب بالسكان. لقد رأيت الدمار الهائل ــ المباني السكنية والطرق والمستشفيات والمدارس. لقد رأيت الآلاف يعيشون في خيام مؤقتة، وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه مع اقتراب فصل الشتاء”.

وأشار إلى أنه تحدث إلى الزملاء في الأمم المتحدة وشركائهم الإنسانيين، الذين قال إنهم يواجهون تحديات متزايدة في جهودهم الدؤوبة لتقديم المساعدات الحيوية. وقد وصفوا الوضع الإنساني المزري في شمال غزة، الذي لم يتلق أي مساعدات إنسانية تقريبا منذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر.

في إسرائيل، قال تور وينسلاند إنه سمع أيضا صرخات الضحايا، مشيرا إلى أن السابع من هذا الشهر كان بمثابة علامة قاتمة على الهجوم المروع الذي شنته حماس في إسرائيل والذي أرعب السكان. وقال إن الرهائن الإسرائيليين لا يزالون محتجزين في غزة، “في ظروف لا تطاق، محرومين من زيارات الصليب الأحمر ومصيرهم غير معروف”. وشدد على ضرورة أن “ينتهي هذا الكابوس، ويجب إطلاق سراح الرهائن”.

ضرورة تجنب الخطوات الأحادية

من ناحية أخرى، سلط منسق عملية السلام الضوء على القانونين المعتمدين من الكنيست الإسرائيلي واللذين “يحظران على المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين الاتصال بالأونروا أو ممثليها ويحظران عمليات الأونروا داخل ما يشار إليه بالأرض السيادية لدولة إسرائيل”.

وقال إن هذه التطورات تهدد بانهيار عمليات الأونروا في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة وتقوض بشدة العمليات الإنسانية في غزة، والتي تعتمد على الأونروا. “ومن المقرر أن تدخل هذه القوانين حيز التنفيذ في غضون تسعين يوما”.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن حقوق اللاجئين الفلسطينيين تم تحديدها في قرار للجمعية العامة سبق إنشاء الأونروا. وشدد على ضرورة تجنب الخطوات أحادية الجانب، مثل هذا التشريع، التي لا تسعى إلى تقويض العمل الذي أوكلته الأمم المتحدة فحسب، بل وتهدد أيضا بإعاقة الحل السياسي للصراع على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.

فلسطين

رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.

رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.

رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة قال “إن الفلسطينيين يُحاصرون ويُقصفون ويُجوعون ويلامون على مقتلهم بدون أن يوجد أمامهم مكان ليلجأوا إليه، وإذا غادروا لن يُسمح لهم بالعودة”.

وأضاف: “كي تعزز محاصرة الفلسطينيين، تحتاج (إسرائيل) إلى تحييد من يقدمون لهم المساعدة ومن يسلطون الضوء على الجرائم المرتكبة ضدهم ومن قد يُحاسبون الجناة. لذا فإن إسرائيل حاليا في حرب مع الأمم المتحدة”.

وقال منصور إن القانون الذي اعتمده الكنيست أمس “لتدمير قدرة الأونروا على خدمة لاجئي فلسطين، وأيضا قدرتها على مساعدة المدنيين الفلسطينيين في غزة في البقاء، يمثل مستوى جديدا في هذه الحرب ضد الأمم المتحدة، وجزءا لا يتجزأ من الهجوم الشامل على الشعب الفلسطيني ووجوده في أرضه” حسب تعبيره.

وذكر أن “إسرائيل تخطت كل الخطوط الحمراء وكسرت كل القواعد وتحدت كل المحظورات”. وطالب مجلس الأمن الدولي بأن يتحرك من أجل تكريم القتلى وإنقاذ من يمكن إنقاذه من خلال اتخاذ قرار بضرورة الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية وتطبيق قرارات مجلس الأمن “وإنهاء الإفلات من العقاب وضمان المساءلة ووضع حد للظلم المروع”. وأضاف مخاطبا أعضاء المجلس: “أوقفوا الإبادة الجماعية أو اصمتوا للأبد”.

إسرائيل

السفير الإسرائيلي داني دانون يلقي كلمة في اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط.

السفير الإسرائيلي داني دانون يلقي كلمة في اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط.

داني دانون الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة بدأ كلمته بالحديث عن الرهائن المحتجزين في غزة، ووجه لهم رسالة قال فيها: “لن ننساكم أبدا أو نتخلى عنكم ولن نتوقف أبدا حتى تعودوا جميعا بسلام إلى الوطن”.

وأضاف أن أعضاء مجلس الأمن في اجتماع اليوم سيتحدثون عن الأونروا، وقال لهم إنه تحدث لسنوات عما وصفه باختراق الوكالة. واتهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في غزة بأنها واجهة إرهابية “تتخفى كوكالة إنسانية” حسب تعبيره.

وأضاف أن إسرائيل تواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، وأن المشكلة ليست تدفق المساعدات إلى غزة ولكنها تكمن في حركة حماس. وقال إن إسرائيل ملتزمة بالعمل مع شركائها لتوصيل المساعدات إلى من يحتاجها. وقال إن الجولة الثانية لحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة- التي سبق وأن تأجلت- ستبدأ خلال الأيام المقبلة.

وانتقل إلى الحديث عن لبنان وشدد على ضرورة إحداث تغيير يبدأ “عندما نقتلع حزب الله من جنوب لبنان لحماية المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالإضافة إلى حفظة السلام أنفسهم”. وشدد على ضرورة أن يتذكر مجلس الأمن أن “الأعداء الذين نواجههم لا يهتمون بالحياة البشرية ورفاه من يتظاهرون بحمايتهم. إن لهم هدفا واحدا هو الموت والدمار”.

وذكر أن إسرائيل تتعرض للهجوم من 7 جبهات لأكثر من عام وستواصل تنفيذ كل العمليات الضرورية بما يتوافق مع القانون الدولي لضمان العودة الآمنة والسالمة للنازحين داخليا المقدر عددهم 70 ألف شخص.

الولايات المتحدة الأمريكية

السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، تتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.

السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، تتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.

السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد قالت إنه ما من بديل للأونروا عندما يتعلق الأمر بإيصال الغذاء وغيره من المساعدات المنقذة للحياة في غزة. وأبدت مخاوف بشأن تنفيذ التشريع الإسرائيلي.

ومضت قائلة: “يجب على إسرائيل والأمم المتحدة التحدث مع بعضهما البعض لمعالجة المخاوف التي أدت إلى التشريع في الكنيست ولضمان أن تفي الأونروا بولايتها الحاسمة، وإعادة بناء الثقة في مهمتها والمئات من الموظفين غير المرتبطين بحماس”.

وكررت ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يجب على إسرائيل أن تجري عملياتها في غزة بطريقة تحمي المدنيين وتلتزم بالقانون الدولي، مشيرة إلى أن الجهود التي تبذلها الحكومة الإسرائيلية لتسهيل المساعدات الإنسانية موضع تقدير ولكن يجب القيام بالمزيد.

وقالت إن حماس تستخدم المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف لإخفاء الأسلحة والمقاتلين. ووصفت التقارير عن اعتقال أفراد من الطاقم الطبي من قبل القوات الإسرائيلية في المستشفيات شمال غزة بأنها مزعجة للغاية، وحثت إسرائيل على معالجة هذه الادعاءات علنا على الفور. وأكدت مجددا ضرورة ألا يكون هناك نزوح قسري ولا إعادة احتلال ولا تقليص لمساحة لغزة.

الجزائر

الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع قال إن بلاده تدين بشدة القانونين المعتمدين من الكنيست الإسرائيلي وذكر أن الأونروا تعمل بموجب تفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة الأمر الذي قال إنه يستدعي دفاعنا ودعمنا الجماعيين.

وأكد أن الأونروا لا يمكن الاستغناء أو الاستعاضة عنها. “ويجب أن تستمر في العمل بوصفها شريان حياة للاجئين الفلسطينيين حتى يتم التوصل إلى حل سياسي عادل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
وقال إن الأونروا تواجه “هجمات شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي” حيث قتل 231 موظفا وتم قصف 190 مقرا للوكالة. 

وأضاف بن جامع أن إسرائيل “تجرأت بتهديد هيئاتنا متعددة الأطراف التي تتعامل معها في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وقد استسلمت بعض هذه الهيئات متعددة الأطراف للأسف لهذه الضغوط”.
وأضاف أن الضمير العالمي رفض بشكل متزايد صور الموت والدمار ودعا إلى وضع حد لما وصفها بالأفعال الإسرائيلية غير المنضبطة. 

وقال ممثل الجزائر- الدولة العربية الوحيدة العضوة في مجلس الأمن: “أصبح قمع هذه الصورة عن وسائل الإعلام ومنعها من الوصول إلى العالم أولوية لدى السلطات الإسرائيلية، حيث تسعى القوة المحتلة إلى إخفاء الحقيقة عن جريمتها من التدقيق ومن العدالة الدولية”.

لبنان

القائم بأعمال المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة، هادي هاشم قال إن الوضع الإنساني في بلاده كارثي، مشيرا إلى أن أكثر من مليون وأربعمائة ألف لبناني تحولوا خلال الأسبوع الماضية إلى نازحين داخليين هربا من القصف والقتل والدمار.

وقال إن “آلة القتل الإسرائيلية لم تستثن أحدا وخسرت العائلات من يوم إلى آخر حياتها الطبيعية ومنازلها وذكرياتها وآمالها وهرعت إلى مراكز الإيواء المتوفرة بإمكاناتها المحدودة بحثا عن الأمن والأمان”.
وأوضح السفير اللبناني أن “كل هذه الويلات يمكن تفاديها وهذه المجازر يمكن إيقافها وهذه التضحيات كافية للعودة إلى العقل والمنطق والواقعية”.

وأضاف أن “الحل واضح وصريح وهو نتاج هذا المجلس، فوالدُه هو مجلس الأمن واسمُه القرار 1701 وماهيته وقف الأعمال العدائية وانتشار الجيش اللبناني وسحب الأسلحة وتحقيق الاستقرار فالوصفة ليست بالسحرية ولا خارقة للطبيعة”.

وقال هادي هاشم إن إسرائيل “نسفت” خلال الأشهر الثلاثة عشر الأخيرة كل الأطر والمواثيق والقوانين التي وضعتها الأمم المتحدة والهيئات والمنظمات المنبثقة عنها خلال ثمانين عاما وأضاف قائلا:
“فهي كالولد المدلل، ومن فرط دلالكم قضى على كل شيء فكيف لكم من بعد كل ما حصل أن تطالبوا بتطبيق هذه الأعراف والقوانين؟ فالمعايير المزدوجة باتت مكشوفة”.


اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading