الأمم المتحدة: أطفال هايتي بحاجة إلى اهتمام العالم، وبدون الأمن لا يمكن تلبية احتياجات الناس
جاء هذا أثناء مؤتمر صحفي مشترك بمقر الأمم المتحدة شارك فيه كل من رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي بوب راي والمديرة التنفيذية لمنظمة الـيونيسف كاثرين راسل بعد اجتماع خاص نظمه المجلس تحت عنوان “أطفال هايتي لا يمكن أن ينتظروا”.
وأوضح راي أن الاجتماع كان فرصة لرفع الوعي بشأن أزمة هايتي بين الدول الأعضاء. وقال: “لا يمكن توفير المساعدة للأشخاص الذين يحتاجون إليها حتى ننعم بالأمن، ولا يمكن معالجة الاحتياجات العاجلة للناس من الغذاء والتعليم والسكن، ما لم يتم التعامل مع مشكلة الأمن”.
وأضاف: “ندرك الآن حجم الأزمة الإنسانية، ولكن للأسف لم يتسن لنا حتى الآن أن نوليها القدر الكافي من الاهتمام”. وأشار إلى بعض الجوانب الإيجابية بما فيها وصول أفراد من كينيا ودول أخرى ضمن بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات، فضلا عن التعاون مع البنوك الإقليمية متعددة الأطراف لوضع خطة للتنمية، والتي سوف تقودها حكومة هايتي.
وأفاد كذلك بأن هناك اتفاقا بين جميع الأطراف في هايتي على ضرورة تشكيل لجنة انتخابية تقود الطريق نحو إجراء انتخابات.
عنف مروع ونزوح
المديرة التنفيذية لليونيسف وصفت هايتي بأنها “واحدة من أسوأ الأماكن التي يمكن أن يعيش فيها الأطفال”، حيث يعانون مع أسرهم من مستويات عالية من انعدام القانون والوحشية على أيدي الجماعات المسلحة. ونبهت إلى أن الجماعات المسلحة تستهدف المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس، وخاصة النساء والأطفال، مشيرة إلى استمرار عمليات القتل والاختطاف والعنف الجنسي التي وصلت بالفعل إلى بعض أعلى المستويات في السنوات الأخيرة.
وأفادت بأن ما يقرب من نصف سكان هايتي، أي نحو 5.5 مليون شخص، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين يواجه حوالي 5.4 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الشديد، وكثير منهم من النساء والأطفال. وأضافت: “أدى العنف المروع إلى نزوح أكثر من 750 ألف شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، الذين غالبا ما يعيشون في أماكن مكتظة دون الوصول الكافي إلى المياه والحماية والغذاء والخدمات الصحية”.
ولفتت كذلك إلى أن العنف الجنسي، وخاصة الاغتصاب والعبودية الجنسية، متفشية ضد النساء والفتيات، وكذلك حوادث التجنيد القسري للأطفال.
وقالت راسل إن عدد الأطفال الذين جندتهم الجماعات المسلحة في هايتي زاد بنسبة 70 في المائة العام الماضي وحده، مضيفة أن “هذا الارتفاع غير المسبوق يكشف عن المستوى الهائل لليأس الذي يواجهه هؤلاء الأطفال”.
“جرح متقيح”
وتحدثت المسؤولة الأممية عن الأعمال البطولية التي يقوم بها الشركاء في المجال الإنساني في هايتي في ظل أصعب الظروف وأكثرها خطورة. وقالت إن اليونيسف قدمت هذا العام لآلاف الأطفال والأسر خدمات إنقاذ الحياة والصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والحماية والخدمات الاجتماعية.
لكنها نبهت إلى أن “المساعدات الإنسانية، على الرغم من أهميتها، ليست سوى مسكن لجرح متقيح. ولا يمكنها أن تحل محل الخطوات السياسية لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة. ولابد أن تكون الحلول بقيادة هايتية”.
وحثت الحكومة الانتقالية في هايتي على اتخاذ إجراءات لحماية الأطفال وضمان بيئة آمنة لجميع المدنيين، مشددة على أنه يتعين على جميع الأطراف منع وإنهاء الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال. ودعت المجتمع الدولي إلى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة، والتي لم يتم تمويلها حتى الآن سوى بنسبة 43 في المائة.
وقالت راسل: “أطفال هايتي بحاجة إلى اهتمام العالم. إنهم يصرخون من أجل هذا، وأعتقد أنه من الواجب علينا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا لسماع صرخاتهم وأن نفعل شيئا حيال ذلك”.
مساعدات غذائية
يأتي هذا في وقت أعلن فيه برنامج الأغذية العالمي أنه يعمل على توسيع نطاق عملياته في هايتي لتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة في مواجهة أزمة الجوع التي تسبب فيها العنف والنزوح في المقام الأول. وقال البرنامج في بيان أصدره اليوم الاثنين إن أكثر من 50 ألف هايتي نزحوا في الأسبوعين الماضيين فقط بسبب انعدام الأمن المرتبط بالجماعات المسلحة، بينما يواجه 5.4 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد جوعا حادا، وهو أحد أعلى نسب انعدام الأمن الغذائي للفرد في جميع أنحاء العالم.
وقالت وانجا كاريا، مديرة برنامج الأغذية العالمي في هايتي إن البرنامج يقف بثبات إلى جانب شعب هايتي في هذه اللحظة الصعبة. وأضافت: “قدمنا كميات قياسية من المساعدات الغذائية إلى الهايتيين في بورت أو برنس (العاصمة) وفي جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية وسنفعل المزيد في الأسابيع المقبلة”.
واستجابة للزيادة الأخيرة في أعداد النازحين داخليا، قام برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه بتوسيع نطاق الدعم من خلال الوجبات الساخنة والمساعدات النقدية، حيث يقدم البرنامج حاليا وجبات لأكثر من 50 ألف نازح داخلي يوميا، وهو أكبر عدد من الأشخاص يتم تقديم الخدمات لهم يوميا منذ بداية الأزمة.
ويخطط البرنامج لتوسيع عمليات المساعدة الغذائية استجابة للاحتياجات المتزايدة، واستهداف 1.85 مليون فرد بالإغاثة الطارئة مع دعم الجهود الرامية إلى تعزيز الأنظمة الوطنية المرنة. وأوضح أن أكثر من 470 ألف طفل في المدارس في جميع أنحاء هايتي يتلقون وجبة يومية بفضل برنامج الأغذية العالمي والحكومة، ومعظمها محضر بالكامل من مكونات مزروعة محليا.
ويحتاج البرنامج إلى 94 مليون دولار لتمويل عملياته خلال الأشهر الستة المقبلة.
طعم وكيف دليل المطاعم والكافيهات دليل المطاعم مدن العالم طعام وشراب مقاهي الرياض أخبار ونصائح دليل الرياض كافيهات الرياض جلسات خارجية دليل مقاهي ومطاعم أفضل كافيهات الرياض عوائل
اكتشاف المزيد من موقع fffm
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.