الابتكار يتصدي للتحديات: افتتاح المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار في البحرين
يعقد المنتدى* تحت إشراف الأمانة العامة لمكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في مملكة البحرين.
ومن خلال تحالف قوي من أصحاب المصلحة الذين يقودون جدول الأعمال، يمهد المنتدى الدولي الطريق للحوار والمبادرات الموجهة نحو العمل والتي تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي مع تعزيز أهـداف التنمية المستدامة.
دور حاسم
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أكدت السيدة فاتو حيدرة، نائبة المدير العام لليونيدو والمديرة العامة لإدارة الشراكات العالمية والعلاقات الخارجية، على الدور المحوري للقطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، وخاصة في العالم النامي.
وشددت على أن “للقطاع الخاص دورا حاسما عندما يتعلق الأمر بالتنمية الاقتصادية والشركات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة، وخاصة في العالم النامي. وهذا يوضح أهمية المنتدى ليس فقط بالنسبة للقطاع الخاص، ولكن أيضا لجميع الجهات الفاعلة وصانعي السياسات والأوساط الأكاديمية والاستثمارية والمؤسسات المالية للالتقاء معا وبحث كيف يمكننا تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
وشددت حيدرة على ضرورة العمل الجماعي، مؤكدة أن “التحديات التي نواجهها اليوم لا يمكن معالجتها من قِبل كيان واحد أو مجموعة واحدة. نحن بحاجة إلى جهد جماعي”.
ومن خلال التركيز على تعزيز الشراكات، يهدف المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار إلى تحفيز التعاون الدولي، وتوحيد أصحاب المصلحة العرب والأفارقة لتعزيز الاستثمار وتنمية ريادة الأعمال.
ستة مسارات انتقالية للاستثمار
وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، أوضحت رولا دشتي الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، التزام المنتدى بترجمة أهداف التنمية المستدامة إلى نتائج ملموسة.
وقالت “إن موضوع منتدانا، وهو ستة مسارات انتقالية للاستثمار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، يتحدانا لإعادة التفكير وإعادة تشكيل مناهجنا عبر القطاعات السياسية، مثل الطاقة والاتصال الرقمي”.
وحثت دشتي أصحاب المصلحة على الاستفادة من التحول الرقمي وتعزيز أنظمة التعليم لمكافحة تغير المناخ وخلق فرص عمل شاملة، مشددة على الحاجة الملحة لشراكات استراتيجية لمواجهة التحديات العالمية الملحة.
“مهندسو الثورة القادمة”
وسلطت دشتي الضوء على الدور المحوري للقادة ورواد الأعمال الشباب في دفع عجلة التنمية العالمية. وأوضحت أنهم “مهندسو الثورة القادمة في التنمية العالمية. دعونا نستلهم الروح التعاونية لهذا المنتدى ونتذكر أن عملنا لا ينتهي هنا”.
وشجعت المشاركين على تسخير أفكارهم لسد الفجوة الرقمية، وخلق بيئات مستدامة، وصياغة مسارات للخروج من الفقر.
دور الأوساط الأكاديمية
يؤكد المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار على أهمية الشراكات عبر القطاعات، بما في ذلك الأوساط الأكاديمية.
وأكدت الدكتورة ليديا تاكي الأستاذة بجامعة أكينتن أبيا-مينكا (غانا) على أهمية توقيت المنتدى في معالجة تحديات التوظيف التي يواجهها الخريجون، وسلطت الضوء على استثمار الجامعة في ريادة الأعمال والتدريب على المهارات.
وشددت على أهمية تزويد الطلاب بمهارات ريادة الأعمال والوصول إلى التمويل الذكي وفرص التواصل، مؤكدة كذلك على دور المؤسسات الأكاديمية في تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي.
ويدعو المنتدى العالمي أيضا المؤسسات الأكاديمية إلى تكثيف الاستثمار في البحث والتطوير، حيث يمكن لمثل هذه الخطوة الإستراتيجية أن تولد تقنيات جديدة قادرة على معالجة بعض التحديات الأكثر صعوبة في العالم.
تجربة تنزانية
وتقوم جامعة سوكوين للزراعة في تنزانيا بتنفيذ ذلك لأنها وجدت طرقا لتمكين طلابها حتى قبل تخرجهم. وأنشأت جمعية تعاونية لرواد الأعمال للخريجين، تعمل كحاضنة لهم.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة على هامش المنتدى، قال ريفوكاتوس كيماريو، المدير التنفيذي للجمعية التعاونية “نريد تسويق الزراعة؛ ولدينا الطلاب. والآن نزودهم بمهارات ريادة الأعمال بالإضافة إلى التكنولوجيا”.
وفي الوقت الراهن، أنشأت الجمعية التعاونية لرواد الأعمال لخريجي جامعة سوكوين نظاما للري يعمل بالطاقة الشمسية. تسمح هذه التكنولوجيا لأعضاء الجمعية بالزراعة بشكل مستدام، وقد مكنـّهم ذلك من تأمين سوق لليمون الحلو في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
وقال كيماريو، الذي حضر المنتدى بصفته رجل أعمال “نريد أن نجعل الزراعة الخيار الأول وليس الخيار الأخير لخريجي الجامعات”.
الاستفادة من الموارد الأفريقية
يعد تعزيز ريادة الأعمال من خلال توفير الوصول إلى التمويل الذكي وفرص التواصل نهجا آخر تستشهد به اليونيدو كطريقة لتعزيز أهداف التنمية المستدامة.
وتقول أوليف زيتون كيغونغو، رئيسة غرفة التجارة الأوغندية، إن ما تفعله الدول الأفريقية الآن هو إرسال مواردها إلى الخارج.
وأضافت خلال حلقة نقاش حول بناء شراكات مستدامة وخلق مستقبل أكثر إشراقا لرواد الأعمال العرب والأفارقة، “إننا نعطي مواردنا للدول المتقدمة، ونقوم بتصدير الوظائف والموارد. إن الكثير من الأوغنديين يعملون في الخارج لأنه لا يمكن توظيفهم في أوغندا”.
وشددت على أنه “يجب علينا أن نضيف قيمة إلى مواردنا. وبدون ذلك، لن تنمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أبدا. دعونا نتكاتف، فعقلان أفضل من عقل واحد. أنتم لديكم المال ونحن لدينا الموارد”.
دور البحرين
خالد المقود، المنسق المقيم للأمم المتحدة في البحرين، قال إن “توقيت انعقاد المنتدى هذا العام يتزامن مع قمة جامعة الدول العربية، التي سيحضرها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش”.
وأوضح أن “تزامن الحدثين يعكس الدور المتزايد الذي تلعبه البحرين في المنصة متعددة الأطراف ووضع نفسها كلاعب نشط”، مضيفا أن “عقد المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار هذا العام يتزامن مع صياغة إطار عمل الأمم المتحدة للتعاون في مجال التنمية المستدامة للفترة من 2025 إلى 2029. وما فعلناه هذا العام هو عقد سلسلة من المشاورات والمفاوضات مع الحكومة وأصحاب المصلحة الوطنيين على مستويات مختلفة حتى نتمكن من صياغة إطار التعاون الجديد”.
وقال المقود إن هذا العام هو المرة الأولى التي يتم فيها إدراج المجتمع المدني كجزء من أصحاب المصلحة الوطنيين، بالإضافة إلى القطاع الخاص وشركاء التنمية الآخرين في البحرين.
وأضاف “انعكست الملكية الوطنية في المناقشات حيث احتضنت حكومة البحرين المشاورات والمفاوضات، وتوصلنا إلى الركائز الأساسية لإطار التعاون الجديد، الذي سيكون إطار التعاون للبحرين”.
رسالة إلى رائدات الأعمال
ريم صيام، رئيسة مجلس سيدات الأعمال الاقتصادية باتحاد غرف التجارة المصرية وعضوة مجلس إدارة اتحاد الغرف العالمي، من بين المستفيدين من برامج اليونيدو التدريبية.
وفي حديثها مع أخبار الأمم المتحدة، قالت صيام “أنا إحدى رائدات الأعمال اللاتي استفدن من برامج اليونيدو. لقد تلقيت تدريب اليونيدو عام 2015 هنا في البحرين، من خلال مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع للمنظمة. واستفدت حقا من هذا التدريب. لقد ساعدني ذلك كثيرا في عملي وفتح لي الأبواب إلى المؤسسات المالية والبنوك. رسالتي إلى رائدات الأعمال هي أن تؤمن بأنفسكن”.
الاقتصاد البرتقالي
يركز اليوم الثاني من المنتدى- من بين أمور أخرى- على كيفية تسخير التكنولوجيا الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي، ودور الاقتصاد البرتقالي، المعروف أيضا باسم الاقتصاد الإبداعي لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وسيكون فيليبي بويتراغو، وزير الثقافة السابق في كولومبيا، والمعروف أيضا باسم الأب المؤسس للاقتصاد البرتقالي، من بين المتحدثين الرئيسيين في فعاليات اليوم الثاني.
ووفقا للأمم المتحدة، يعد الاقتصاد الإبداعي مفهوما متطورا يعتمد على مساهمة الأصول الإبداعية وإمكاناتها من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية.
ويشمل الاقتصاد البرتقالي جوانب اقتصادية وثقافية واجتماعية تتفاعل مع التكنولوجيا والملكية الفكرية وأهداف السياحة، فهو عبارة عن مجموعة من الأنشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة وذات طابع محلي أكثر، ولها بعد إنمائي وروابط شاملة على المستويين الكلي والجزئي للاقتصاد الشامل.
*حصل المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار على دعم مجموعة من الشركاء المؤثرين، بما فيهم جامعة الدول العربية، واتحاد الغرف العربية، والبنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، واتحاد شنجن لتعزيز ريادة الأعمال، إلى جانب العديد من الكيانات المحلية والإقليمية والدولية.
طعم وكيف دليل المطاعم والكافيهات دليل المطاعم مدن العالم طعام وشراب مقاهي الرياض أخبار ونصائح دليل الرياض كافيهات الرياض جلسات خارجية دليل مقاهي ومطاعم أفضل كافيهات الرياض عوائل
اكتشاف المزيد من موقع fffm
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.