تأكيد أممي على أن مجلس الأمن الموحد، قادر على إحداث فرق هائل من أجل السلام
وفي كلمته أمام نقاش مفتوح لمجلس الأمن بشأن القيادة من أجل السلام عُقد اليوم الأربعاء، قال غوتيريش إن السلام يتطلب القيادة، “وبدلا من ذلك، نشهد انقسامات جيوسياسية متعمقة وانعداما للثقة”. ونبه إلى أن المدنيين يدفعون الثمن الأشد في غزة وأوكرانيا والسودان وأماكن أخرى، حيث تستمر الحروب، وتزداد المعاناة، ويتفاقم الجوع.
وشدد على أن هناك حاجة إلى إرادة سياسية قوية لتنفيذ التوصيات التي وردت في مـيثاق المستقبل، وإعادة بناء شرعية وفعالية مجلس الأمن. وقال غوتيريش: “إن مجلسا موحدا، قادر على إحداث فرق هائل من أجل السلام. وإن المجلس المنقسم لا يستطيع ذلك”.
وأضاف: “عندما نفكر في أصعب الصراعات وأكثرها تعقيدا على جدول أعمال هذا المجلس، قد يبدو السلام حلما مستحيلا. لكنني أعتقد اعتقادا راسخا أن السلام ممكن إذا تمسكنا بالمبادئ”.
السلام ممكن في غزة والسودان
وأكد أمين عام الأمم المتحدة أن السلام ممكن في غزة “إذا لم ندخر جهدا من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وبدء عملية لا رجعة فيها نحو حل الدولتين”.
وأشار إلى أن السلام ممكن أيضا في السودان عبر إرسال رسالة واضحة إلى الأطراف المتحاربة مفادها أن جميع أعضاء مجلس الأمن بما في ذلك الدول الخمس دائمة العضوية، لن يتسامحوا مع العنف المروع والأزمة الإنسانية اليائسة التي تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء.
وقال غوتيريش: “أملنا الوحيد في إحراز تقدم على طريق السلام يتلخص في التعاون النشط والوحدة بين أعضاء المجلس”. ودعا جميع الأعضاء إلى أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية، وأن يساهموا في نجاح المجلس وليس تقليصه.
بيان من المجلس
وقبل كلمة الأمين العام، قرأ رئيس وزراء سلوفينيا، روبرت غولوب الذي تترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر، بيانا رئاسيا أكد فيه من جديد مسؤولية المجلس الرئيسية عن صون السلام والأمن الدوليين.
وأكد المجلس، في البيان، التزامه بالقانون الدولي، بما في ذلك مـيثاق الأمم المتحدة، وخاصة مقاصد الميثاق ومبادئه برمتها، حيث إن هذه المقاصد والمبادئ أسس عالمية لا غنى عنها ولا بديل لعالم أكثر أمنا وسلاما وعدلا ومساواة وشمولا واستدامة وازدهارا.
وسلم المجلس بضرورة التقيد عالميا بالالتزامات النابعة من القانون الدولي وتنفيذها. واعترف بتعقيد التحديات والتهديدات التي تعترض السلام والأمن الدوليين، وشدد على أهمية اتباع نهج شامل لصون السلام. ودعا المجلس جميع الأطراف في النزاعات المسلحة إلى الامتثال التام لما يقع على عاتقها من التزامات بموجب القانون الدولي الإنساني من أجل احترام وحماية المدنيين، بما في ذلك احترام وحماية العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية.
وشدد على أهمية التمسك بتعددية الأطراف وعلى الدور المحوري للأمم المتحدة في النظام متعدد الأطراف، وكذلك على دعمه لتعزيز التنسيق داخل منظومة الأمم المتحدة، على نحو يحدث تغييرا لصالح الفئات الأكثر ضعفا، بما في ذلك عن طريق السعي لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة ومنع نشوب النزاعات والحد منها.
وأشاد المجلس بالعاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية لما يقومون به من أعمال للتخفيف من معاناة السكان المدنيين وحماية الكرامة الإنسانية، وبالإجراءات التي تتخذها الأمم المتحدة ووكالاتها في دعم جهود صون السلام والأمن.
وأعرب عن التزامه بالوفاء بمسؤولياته بأكثر الطرق فعالية، وهو يدرك كذلك أن الروح التي كانت سائدة عند إنشاء الأمم المتحدة ينبغي أن تسود وتلهم البشرية لمواصلة المسير على طريق السلام.