أخبار العالم

لجنة أممية مستقلة: إسرائيل نفذت سياسة منسقة لتدمير نظام الرعاية الصحية في غزة


كانت بيليه تتحدث في مؤتمر صحفي بالمقر الرئيسي للأمم المتحدة بعد أن قدمت تقرير لجنة التحقيق إلى الجمعية العامة. لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الأرض الفلسطينية المحتلة- بما في ذلك القدس الشرقية- وإسرائيل، ركزت في تقريرها بشكل رئيسي على الهجمات على المنشآت الطبية والتدمير الكامل للنظام الصحي في غزة.

نافي بيليه، رئيسة لجنة الأمم المتحدة المستقلة للتحقيق في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وفي إسرائيل، خلال مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة.

وأشارت بيليه إلى إدانة اللجنة بشكل واضح- في التقرير الذي قدمته إلى الجمعية العامة في تشرين الأول/أكتوبر عام 2023- لمقتل أكثر من ألف مدني إسرائيلي من قبل حركة حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة وإصابة آلاف آخرين بجراح وأخذ أكثر من 200 رهينة بمن فيهم أطفال.

وذكرت بيليه أن اللجنة أدانت أيضا الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين بمن فيهم مئات الأطفال.

وفي المؤتمر الصحفي شددت بيليه على الحاجة الملحة لأن توقف الأطراف كل أشكال العنف وأن تضمن حماية المدنيين. ونيابة عن لجنة التحقيق – التي شكلها مجلس حقوق الإنسان- دعت بيليه إلى الإفراج الفوري والآمن عن جميع الرهائن. وقالت: “يجب ألا يُستخدم المدنيون أبدا كورقة مساومة”.

تقرير اللجنة، الذي قُدم اليوم للجمعية العامة، خلص إلى أن إﺳراﺋﯾل ﻧﻔذت ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻧﺳﻘﺔ ﻟﺗدﻣﯾر ﻧظﺎم اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻓﻲ قطاع ﻏزة وأن المعتقلين الفلسطينيين تعرضوا لإساءة معاملة مستمرة من السلطات الإسرائيلية تصل إلى التعذيب كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

ووجد التقرير أن الرهائن الإسرائيليين والأجانب تعرضوا بشكل متعمد لإساءة المعاملة من جماعات فلسطينية مسلحة أثناء الاحتجاز، وأن هذه الأعمال تصل إلى التعذيب كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وقالت الخبيرة الدولية نافي بيليه إن اللجنة ستواصل تنفيذ ولايتها بما في ذلك تقديم توصياتها وخاصة فيما يتعلق بتدابير المساءلة لإنهاء الإفلات من العقاب وضمان المحاسبة القانونية بما في ذلك مسؤولية الأفراد وسلسلة القيادة.

وأشارت بيليه إلى ورقة أصدرتها اللجنة خلال الشهر الحالي حول ضرورة تطبيق الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية – بشأن عدم قانونية استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة – والخطوات التي يجب أن تتخذها الدول الأعضاء وأجهزة الأمم المتحدة مثل مجلس الأمن الدولي.

“الأطفال ليسوا إرهابيين”

عضو لجنة التحقيق كريس سيدوتي ركز في كلمته في المؤتمر الصحفي على معاناة الأطفال نتيجة ما حدث في السابع من تشرين الأول أكتوبر في إسرائيل والحرب التي أعقبت ذلك في غزة. وقال: “الأطفال ليسوا إرهابيين”.

وقال إنه عندما يستمع إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث عن الهدف المتمثل في القضاء على حركة حماس، فإنه يتساءل “عما سيفعله أطفال غزة الذين يبلغ عددهم مليونا، بعد 20 عاما. إن الصراع في غزة هو مصنع إسرائيلي لصناعة الإرهاب. ولا يوجد مؤشر على انتهاء الصراع”.

وأشار إلى الرأي الاستشاري (الفتوى) الصادر عن مـحكمة العدل الدولية وقال إنه قرار مهم للغاية يوفر أساسا يمكن أن “تُبنى عليه أي محادثات حول السلام، إذا حدثت…إن القانون يضع الأساس، ومفاوضات السلام لا يمكنها تغيير هذا الأساس”.

وقال الخبير الدولي إنه يدرك تماما أن تقارير اللجنة، وقرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة، لم تسفر كلها عن منع مقتل طفل واحد، مضيفا أن هذا هو الواقع الذي يواجه كل منظومة الأمم المتحدة اليوم.

معلومات عن اللجنة

أنشأ مجلس حقوق الإنسان اللجنة للتحقيق داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وداخل إسرائيل في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي الإنساني وجميع الانتهاكات والتجاوزات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان التي سبقت 13 نيسان/أبريل 2021 ووقعت منذ هذا التاريخ.

وطلب القرار أيضا من اللجنة “التحقيق في جميع الأسباب الجذرية الكامنة وراء التوترات المتكررة وعدم الاستقرار وإطالة أمد النزاع، بما في ذلك التمييز والقمع المنهجيان على أساس الهوية الوطنية أو الإثنية أو العرقية أو الدينية.”

وكُلّفت لجنة التحقيق بتقديم تقرير سنوي عن أنشطتها الرئيسية إلى مجلس حقوق الإنسان وإلى الجمعية العامة ابتداءً من شهر حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر 2022 تباعا.

وجهة نظرها فيما يتعلق بمسؤوليات الدول وكيف يمكن للجمعية العامة ومجلس الأمن تحديد وتنفيذ الوسائل والإجراءات الدقيقة المطلوبة لإنهاء الاحتلال في أسرع وقت ممكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى