ماذا تعني حقوق الإنسان بالنسبة لأهل غزة: حوار تفاعلي بين مسؤول أممي وطالبات نازحات في دير البلح
لم يكتفِ سونغاي بالإجابة على أسئلة الطالبات، بل أطلعهن أيضا على حقوقهن وفق القانون الدولي الإنساني، وأهمية الدفاع عن هذه الحقوق.
كما أطلع الطالبات على دور الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة في قطاع غزة وواجباتها تجاه الفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها في خضم الحرب.
مراسلنا في غزة، زياد طالب كان حاضرا ووثق بكاميرته هذا اللقاء والذي عبرت من خلاله الطالبات عن آلامهن وآمالهن، وتوجهن برسائل إلى العالم طالبن فيها بوقف الحرب كي يتسنى لهن العودة إلى منازلهن بأمان.
قبل بدء الحديث، سأل المسؤول الأممي الطالبات عن مدى فهمهن لحقوق الإنسان. قالت إحداهن: “لكل شخص حق”. وقالت أخرى: “حقي في أن أتعلم في المدرسة أو الجامعة”، أي الحق في التعليم. وقالت أخرى: “الحق في أن أعيش في مكان آمن”، أي الحق في الحياة. ثم بعد ذلك أعطى سونغاي لمحة عن أساسيات حقوق الإنسان فقال:
“اجتمع عدد من الناس من دول مختلفة وصاغوا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفقوا عليه عام 1948. ويشكل هذا الإعلان أساسا لكل الاتفاقيات الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان. تم الاتفاق على هذا الإعلان في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948. صحيح أننا نحتفل بحقوق الإنسان يوميا، ولكن هناك يوم مخصص للاحتفال بحقوق الإنسان وهو 10 كانون الأول/ديسمبر”.
لماذا أنت هنا في غزة؟
سألت فتاة السيد أجيث سونغاي عن سبب زيارته إلى القطاع، فأجاب المسؤول الأممي بالقول:
“هناك هدفان رئيسيان من زيارتي لغزة. أولا وقبل كل شيء، جئت لأرى كيف يمكننا زيادة حماية الناس. الأمر ليس سهلا. بصفتنا مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، نقود مجموعة الحماية مع منظمات أممية أخرى مثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). نحن جميعا نحاول أن نرى كيف يمكننا حماية المدنيين. وهذا يشملكم أنتم جميعا أيضا.
الأمر الثاني هو حقوق الإنسان. وهذا ليس بالأمر السهل. ولكني هنا أيضا لأرى وضع حقوق الإنسان وتقييمه. والأهم من ذلك، مقابلة الناس وفهم التحديات والصعوبات التي تواجههم وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في غزة. والتواصل مع المجتمع المدني والذي يعد بمثابة العمود الفقري لاستجابتنا.
نريد أن نظهر تضامننا معهم وندعمهم ونعمل معهم ونتعرف على الكيفية التي يمكننا بها تعزيز علاقتنا. نحن نعرفهم منذ سنوات عديدة. لقد أنشأنا هذا الرابط والاتصال”.
هل لدينا نفس الحقوق؟
سألت فتاة أخرى سؤالا حول ما إذا كان لأطفال القطاع نفس الحقوق التي يتمتع بها الأطفال في المناطق الأخرى من العالم. وعن ذلك أجاب المسؤول الأممي قائلا: “بالطبع، لديكن حقوق في هذه الاتفاقيات على الورق، ثم يأتي التنفيذ. وأنت محقة، هناك الكثير من التناقضات حول العالم. ولكننا نريد تحقيق المساواة في جميع أنحاء العالم حول كيفية احترام الحقوق. وهذا ليس بالأمر السهل أبدا، ولهذا السبب يجب علينا أن نستمر في الضغط باستمرار. نريد أن نراكم في فصول دراسية تليق بكم، تماما مثلما للأطفال الآخرين فصول دراسية لائقة في أجزاء أخرى من العالم.
هناك طريق طويل لنقطعه لتحقيق هذا النوع من الاحترام المتساوي لحقوق الإنسان، ولكن لا يمكننا الاستسلام وهذا هو سبب استمرارنا في الكفاح مع المجتمع المدني والحكومات ومؤسسات الأمم المتحدة. إنه جهد مشترك. نعم، كلنا متساوون ويجب أن نعامل على هذا الأساس.
نعم هناك مشاكل في التنفيذ ونحن بحاجة إلى الحكومات للعمل معنا. وهذا أمر مهم للغاية أيضا”.
ماذا عن حقي في العودة إلى منزلي والعيش في مكان آمن؟
استمر الحوار التفاعلي بين أجيث سونغاي وطالبات غزة، حيث سألت فتاة أخرى عن حق العودة إلى منزلها، فكانت إجابة المسؤول الأممي كآلاتي: “لديك حق العيش في مكان آمن، الحق في السكن، الحق في المأوى، الحق في الحياة. لدينا طريق طويل لنقطعه لتحقيق جميع الحقوق ولا يمكننا التخلي عن ذلك، وعلينا أن نستمر في السعي وهذا جزء من عملنا أيضا. نراقب ونرى أين الأماكن التي لم تحترم فيها الحقوق بعد ثم نبلغ المجتمع الدولي.
نحاول التأثير على صانعي القرار كي تتمتعوا بنفس الحقوق التي يتمتع بها الآخرون بما فيها الحق في السكن، الحق في الحرية، الحق في المياه النظيفة والصرف الصحي، الحق في الغذاء، الحق في حرية التنقل، الحق في حرية التدين، وما إلى ذلك. نعم، أفهم ما تقولينه بأن بعض الناس قد حققوا بالفعل أو احترموا هذه الحقوق وأمامكم طريق طويل لتقطعوه، ولكننا نحاول الوصول إلى هناك. لا يمكننا التخلي عن الأمل”.
أصوات أطفال غزة
كما وجهت الطالبات رسائل مختلفة للعالم باللغتين الإنجليزية والعربية من خلال كاميرا أخبار الأمم المتحدة:
تقول لمى أبو السعيد وهي نازحة من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة: “كنت أعيش قبل الحرب في مخيم النصيرات. وأنا الآن في مخيم الاستقامة في دير البلح. يتملكني شعور سيء في هذا المخيم. هذه ليست حياتي. هذه ليست حياة غزة. نحن هنا في وضع سيء. نفعل شيئا لم نكن نفعله قبل الحرب. الآن، آمل أن تتوقف هذه الحرب كي أتمكن من العودة إلى منزلي”.
تالا الخطيب (13 سنة) فتاة نازحة من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، قالت: “أريد أن أنقل رسالتي إلى كل الناس السيئين الذين أرادوا احتلال مدينتنا غزة. لقد قتلوا آلاف الأطفال وجعلوا آلافا آخرين يتامى. قتلوا الرجال وجعلوا النساء أرامل. فأين حقنا في العيش بسلام وأمان؟ أين الحرية بالنسبة لنا نحن الأطفال الذين نعيش خائفين من الاحتلال؟ نريد حقوقنا كاملة”.
أما سما البورنو وهي فتاة نازحة من حي الزيتون بمدينة غزة فأعربت عن تمنياتها بأن يتوقف إطلاق النار كي تتمكن من العودة إلى منزلها في غزة.
ديما أبو سعيد فتاة نازحة من مخيم البريج وسط قطاع غزة تحدثت باللغة العربية فقالت: “نزحت مرات عديدة وصولا إلى مخيمنا الحالي، مخيم الاستقامة. لقد عانيت كثيرا من جراء النزوح وصولا إلى هذا المخيم الذي يؤوينا ويؤوي عددا من النازحين. أتمنى كثيرا أن تنتهي هذه الحرب”.
طعم وكيف دليل المطاعم والكافيهات دليل المطاعم مدن العالم طعام وشراب مقاهي الرياض أخبار ونصائح دليل الرياض كافيهات الرياض جلسات خارجية دليل مقاهي ومطاعم أفضل كافيهات الرياض عوائل
اكتشاف المزيد من موقع fffm
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.