صحة

“محطة ما قبل الموت”: سوء التغذية يهدد آلاف الأطفال في غزة


تدعم منظمة الصحة العالمية مركز علاج سوء التغذية في مستشفى كمال عدوان، شمال غزة، وهو واحد من أربعة مرافق تعمل في هذا المجال في القطاع.

يقول حسام أبو صفية مدير المستشفى: “إلى هذه اللحظة، أحصينا ما يقارب 5 آلاف طفل. وتنطبق على ثلث الحالات أعراض سوء التغذية. 25 في المائة من هذه الحالات لم تخضع لعلاج مكثف لأن هذه الحالات صنفت على أنها سوء تغذية مع مضاعفات. والآن هذه الحالات موجودة في قسم علاج سوء التغذية في مستشفى كمال عدوان. توافد الحالات مع مضاعفاتها يعني أن هذه محطة – لا سمح الله – ما قبل الموت”.

 

مشكلة قائمة

وحذر حسام أبو صفية من التأثير المستقبلي لسوء التغذية على الأطفال وأضاف: “أغلب الحالات التي تأتي، تأتي بأعراض متقدمة ومتأخرة وبالتالي يحتاج هذا الأمر على أن يؤخذ على محمل الجد وأن يتم إدخال كل ما هو مطلوب من الأدوية والأطعمة والحليب العلاجي الخاص بهذه الحالات. لابد من السماح بإدخال كافة الأطعمة. ولا يخفى عليكم أن شمال غزة يوجد به الطحين وبعض المعلبات، ولكن لا توجد به لا الخضروات ولا الفواكه ولا الزيوت ولا اللحوم وطبعا كل هذا له تأثير مستقبلي على أجساد الأطفال. وستظل هذه المشكلة قائمة ما لم تحل مشكلة الغذاء”.

تدعم منظمة الصحة العالمية مركز علاج سوء التغذية في مستشفى كمال عدوان، في شمال غزة وهو واحد من أربعة مرافق تعمل في هذا المجال في غزة.

 

روايات أمهات الأطفال المرضى

تروي الأمهات قصصا مؤلمة عن أطفالهن الذين يعانون في ظل عدم القدرة على الحصول على الغذاء المناسب. تقول ميسون عقل، والدة الطفلة المريضة ملاك: “بدأت الأعراض تظهر على ابنتي بعد أن بلغت من العمر شهرا، وعندما بلغت 40 يوما تقريبا، تم إدخالها إلى المستشفى بسبب إصابتها بإسهال حاد. في كل مرة كانت ترضع فيها، كانت تستفرغ أي شيء على الفور. على الرغم من أن الأطباء لم يشخصوا حالتها، إلا أنهم أخبروني أنها قد تكون تعاني من حساسية تجاه الحليب، وأخبروني أنها يجب أن تتناول حليبا خاصا، لكنه غير متوفر في غزة. لذلك أعطوني حليبا خاليا من البروتين”.

ميسون عقل، والدة طفلة مريضة تسمى ملاك.

 

وبرغم أهمية الخضراوات والفاكهة إلا أنها تظل بعيدة المنال بالنسبة للأمهات مثل ميسون عقل: من الضروري أن أتناول الفاكهة والخضروات لأنها تحتوي على كل الفيتامينات وهي ضرورية للأم والطفل. ولكن للأسف الفاكهة والخضروات غير متوفرة في شمال غزة. لا توجد غير المعلبات. اللحوم أيضا غير متوفرة”.

“أخاف على ابني من الجوع”

أما دينا الرواحي زيادة، والدة الطفل أحمد فتقول: “طفلي من مواليد 6 كانون الثاني/يناير 2024، ووزنه الحالي خمسة كيلوغرامات. ذهبنا إلى قسم التغذية في مستشفى كمال عدوان لأنه كان يفقد وزنا بدلا من أن يكتسبه. كما تعلمون فالطفل يجب أن يبدأ في أكل الفواكه والخضروات، بعد أن يبلغ عمر 7 أشهر. وبالطبع لا يتوفر أي من هذا في شمال قطاع غزة. أما بالنسبة لتغذية الأم فهي أيضا ضرورية، ولكن لا تتوفر حاليا أي أطعمة صحية، وحتى المياه ملوثة بشكل شبه كامل”.

 دينا الرواحي زيادة، والدة طفل يسمى أحمد.

 

وأبدت دينا الرواحي قلقا على سلامة وصحة ابنها: “خوف الأم على طفلها أمر لا يمكن قياسه. أخاف على ابني من الحرب أكثر من أي شيء. أخاف عليه من الجوع وسوء الحالة الصحية والظروف السيئة التي نحن فيها، وبالطبع هذه تؤثر علي شخصيا ونفسيا”.


اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading