صحة

منظمة الصحة العالمية تزور مستشفى الأقصى في أعقاب مقتل العشرات في هجمات وسط قطاع غزة


وقال مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن فريق المنظمة استمع إلى روايات مروعة نقلها العاملون في مجال الصحة وضحايا المعاناة الناجمة عن الانفجارات. 

وأوضح تيدروس، في تغريدة على موقع إكس(تويتر سابقا)، أن أحد الأطفال فقد عائلته بأكملها في الغارة على مخيم المغازي. وبالمثل، فقد ممرض في المستشفى أيضا عائلته بأكملها. 

وأشار إلى أن الطاقم الطبي في المستشفى حاول يائسا إنقاذ طفل عمره 9 سنوات واسمه أحمد، أصيب بجروح خطيرة في الرأس نتيجة إصابته بشظايا وحطام ناجم عن انفجار أثناء عبوره الطريق. وبرغم محاولات الأطباء إلا أن أحمد فارق الحياة بسبب خطورة إصابته، وفقا للدكتور تيدروس.

وقال الدكتور تيدروس إن المستشفى يستقبل عددا أكبر بكثير من الجرحى مقارنة بسعة الأسرة والموظفين، مشيرا إلى أن الكثيرين من هؤلاء المرضى سيموتون خلال الانتظار. وأضاف أن بالمستشفى خمس غرف عمليات تعمل ويتم دعم اثنتين أخريين من قبل منظمة أطباء بلا حدود، لكن هذا لا يزال غير كاف. 

وأكد أن منظمة الصحة العالمية تواصل دعم النظام الصحي في جميع أنحاء غزة، على الرغم من انعدام الأمن والعقبات اللوجستية الكبيرة. وأعرب الدكتور تيدروس عن قلق منظمة الصحة العالمية البالغ إزاء الضغط الذي لا يمكن تحمله بسبب تصاعد الأعمال العدائية على المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في جميع أنحاء غزة – مع تدمير معظم النظام الصحي في القطاع وتأثره بشدة.

وقال الدكتور تيدروس إن هذه الغارة الأخيرة على المجتمع في غزة- والتي وقعت بعد أيام قليلة من القرار الذي أصدره مجلس الأمن والذي يدعو إلى هدنة إنسانية عاجلة- توضح سبب الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار.

قوافل طبية مشتركة تزور مستشفيات أخرى في القطاع

من ناحية أخرى، ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها تمكنت مع شركائها من زيارة مستشفى الشفاء في غزة وتسليم إمدادات طبية إلى المستشفى، فضلا عن زيارة ثلاثة مستشفيات أخرى في القطاع، خلال نهاية الأسبوع الماضي. 

وكان مستشفى الشفاء أكبر مستشفى في غزة قبل الصراع، ولكن الأعمال العدائية المستمرة والأعداد الهائلة من الجرحى أضعفت قدراته بشكل كبير. وقال شون كيسي، منسق فريق الطوارئ الطبي بمنظمة الصحة العالمية: 

“لقد عدت إلى مستشفى الشفاء- أكبر مستشفى في غزة- للمرة الثالثة هذا الأسبوع، حيث لا يزال الوضع في المستشفى بائس جدا، ومن الصعب جدا المشي لأن الناس لا يزالون يفترشون الأرض. هناك حالات حرجة، والأطباء والممرضون يعانون للغاية. هذا الفريق الطبي الصغير جدا وليس بوسعه فعل أي شئ لمساعدة كل هؤلاء الأشخاص. إنها حالة من الفوضى المطلقة. يحدث هذا برغم أن حدة القتال قد انخفضت خلال الأيام القليلة الماضية حسبما أخبرنا طاقم المستشفى”.

وأضاف كيسي أن المستشفى يعمل على مدار 24 ساعة، حيث تصل إصابات خطيرة مع وجود طاقم طبي صغير جدا لمساعدة المصابين.

توفير الوقود إلى مستشفى الشفاء

وأفادت منظمة الصحة العالمية بتسليم 19,200 لترا من وقود المولدات إلى مستشفى الشفاء، مشيرة إلى أن الوقود من شأنه أن يساعد في إنعاش الخدمات الحيوية. ومع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى المزيد من الوقود.

وقال شون كيسي: “اليوم، قدمنا الوقود للمستشفى، حتى يتمكن المستشفى من تشغيل الإضاءة والآلات للسماح بإجراء العمليات الجراحية. إنها مشكلة متعددة الجوانب. إنه وضع صعب للغاية، ولكننا نحاول معالجة العناصر المختلفة لهذا الوضع”.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن معمل الأكسجين في مستشفى الشفاء قد تم تدميره خلال الأعمال العدائية. ويوفر مستشفى الشفاء المأوى لـ 50,000 نازح، وفقا لإدارة المستشفى. وأكدت منظمة الصحة العالمية أهمية إتاحة الوصول الإنساني باستمرار كي يتمكن العاملون في المجال الإنساني من توصيل الغذاء والماء والوقود والأدوية وغيرها من الإمدادات بشكل آمن ومستمر لأكثر من مليوني شخص. لكن المنظمة قالت إن هذا الوصول المضمون والمستمر والآمن لم يتم تنفيذه بعد.

خطر المجاعة

 

كما زارت البعثة المشتركة مستشفى أصدقاء المرضى الذي تديره منظمة غير حكومية، والذي يوفر رعاية الأمومة والرضوح والطوارئ. وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يجري مستشفى أصدقاء المرضى ما بين 6 إلى 8 عمليات يوميا، لكنه يفتقر إلى جراحي الأوعية الدموية المتخصصين وجراحي الأعصاب وموظفي العناية المركزة، بالإضافة إلى المضادات الحيوية وأدوية تخفيف الآلام والمثبتات الخارجية.

ويجري مستشفى الحلو، المتخصص في رعاية الأمومة، ما بين 10 إلى 15 عملية ولادة يوميا، تشمل أربع عمليات قيصرية. وشددت منظمة الصحة العالمية على أن المستشفى بحاجة ماسة إلى الوقود والغذاء ومياه الشرب.

وقال شون كيسي: “خطر المجاعة يلوح هنا في غزة، وهنا في المستشفى، يقول الجميع أنهم لا يملكون سوى الأرز. في كثير من الأحيان، يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم وهم جائعون. أحضرنا الإمدادات الطبية والجراحية إلى هنا. الجميع يريد الطعام. ونحن حاليا في المطبخ نحاول إيجاد طريقة يمكننا من خلالها إعادة تشغيل المطبخ”.

ويشهد مجمع الصحابة المتخصص في عمليات الولادة، يوميا، حوالي 20 عملية ولادة، بما فيها 12 عملية قيصرية. ويعمل في المجمع ثلاثة أطباء فقط- واحد منهم فقط يمكنه إجراء العمليات القيصرية. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن المجمع يواجه نقصا في الأكسجين والمضادات الحيوية وأدوات التخدير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى