منظمة الصحة العالمية في مصر تدعم جهود إشراك المرضى في صياغة السياسات

ودعت المنظمة جميع الجهات من أصحاب المصلحة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان مشاركة المرضى في صياغة السياسات، وتمثيلهم في هياكل الحوكمة، وإشراكهم في تصميم استراتيجيات السلامة، إلى جانب كونهم شركاء فاعلين في الرعاية المقدَّمة إليهم. 

ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال توفير منصات وفرص للمرضى والأسر والمجتمعات المتنوعة حتى يعربوا عن آرائهم ومخاوفهم وتوقعاتهم وتفضيلاتهم بشأن تعزيز السلامة والتركيز على المرضى والجدارة بالثقة والإنصاف.

مراسلنا في مصر خالد عبد الوهاب رصد من خلال الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى تجارب بعض المرضى ورؤيتهم في إشراكهم في الخدمة الطبية المقدمة لهم.

“ليكن للمرضى دورٌ في سلامتهم” تحت هذا الشعار جاء احتفال هذا العام باليوم العالمي لسلامة المرضى تقديرا للدور المحوري الذي يؤديه المرضى وأسرهم والقائمون على رعايتهم في النهوض بالرعاية المأمونة، والحد من الضرر، والوقاية من الوفيات التي يمكن تجنبها، وانطلاقا من هذا الشعار التقيت بعض المرضى. 

في البداية حدثتنا سلمى الأنصاري التي تعاني من إعاقة بصرية، والتي جاءت إلى إحدى مستشفيات محافظة أسوان لتعالج مع طفلتها الصغيرة، تحدثت عن تجربتها وطالبت أن يكون صوت المرضى مسموعا:

“من المهم أن يكون المريض صريحا مع الطبيب بتزويده بالمعلومات الكافية عن حالته الصحية والأمراض التي يعاني منها وعمرها وغيرها من المعلومات التي تساعد مقدم الخدمة في اتخاذ القرار السليم للعلاج، ولابد أن يكون المكان الذي تقدم فيه الخدمة نظيفا حتى نتجنب العدوى. أما عن تجربتي الشخصية فقد أتيت للمشفى لعلاج ابنتي التي ابتلعت جسما معدنيا، لكني لم أجد أذنا صاغية لي لتوضيح حالة ابنتي، ما نتج عنه سوء حالة البنت، إلى أن رضخ الفريق الطبي للاستماع لروايتي التي ساعدتهم كثيرا في اتخاذ الخطوات السليمة لعلاجها واستخراج الجسم المعدني من الرئة اليسرى. 

-وماذا عما يمكن تقديمه لذوي الإعاقة لتحسين الخدمة الطبية المقدمة لهم؟

أنا كمعاقة بصرية أحتاج من مقدمي الخدمة وصفا دقيقا للعلامات غير المرئية خاصة في طب النساء، لذا لا بد من التركيز بالنسبة للمعاقين بصريا على توضيح وشرح الحالة الصحية على مجسمات بدلا من الكلام المرسل الذي لا يجدي معنا”.

إضاءة مبنى منظمة الصحة العالمية احتفالاً باليوم العالمي لسلامة المرضى.

وشددت الدكتورة صافيني صفي الدين، التي كانت تعالج بإحدى المستشفيات، على ضرورة معاملة المرضى معاملة طيبة، لأن ذلك يرفع من مناعتهم، ويسهم في الإسراع من وتيرة شفائهم، وطالبت بضرورة الاستمرار في عقد ندوات التثقيف الصحي للمرضى وأسرهم:

“لا يجب أن يتدخل المريض في القرار الطبي الذي لا يفهم فيه، وإنما أنا كمريضة أحتاج لمعاملة طيبة من الأطباء وطاقم التمريض، وهذه المعاملة الحسنة تُحسن المزاج النفسي وترفع من مناعتي، ومن ثم تسرع خطى العلاج والشفاء. 

-وماذا عن تجربتك الشخصية ورؤيتك لتحسين الخدمة الطبية؟

لابد أن يكون هناك اهتمام بكل ما يحيط بالمريض كالغرفة التي يتلقى بها العلاج ومدى نظافتها وتهويتها والتأكد من تعقيم الأدوات المستخدمة بالإضافة إلى المعاملة الحسنة التي تجعلني أكثر سعادة وقابلية للشفاء بشكل أسرع”. 

محافظ أسوان يكرم مدير جودة الرعاية الصحية في اليوم العالمي لسلامة المرضى

وفي مصر تعمل منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة والسكان والوزارات المعنية ومنظمات المجتمع المدني على توسيع نطاق تأثيرها عبر مجموعة متنوعة من الإجراءات، كإعداد إطار المستشفيات المراعية لسلامة المرضى، وإطار الرعاية الأولية المراعية لسلامتهم، لتحقيق رؤية المنظمة وهي الصحة للجميع وبالجميع، كما تقول الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية بمصر:

“وإذ نحتفل باليوم العالمي لسلامة المرضى، تشير الإحصاءات إلى أن هناك 134 مليون حدث ضار سنويا، خاصة في الدول منخفضة الدخل، ما يسبب أكثر من مليوني حالة وفاة سنويا. وفي مصر نعمل مع جميع الجهات المعنية بتقديم الخدمة الطبية لتقليل هذا الضرر، أو بالأحرى التخلص نهائيا من هذه الأضرار. ولذا نعمل على مشاركة المرضى وذويهم في الخطة الاستراتيجية لرعاية المرضى وعلاجهم، وهذا من شأنه أن يقلل من الأضرار الناجمة بنسبة 15 %، ويوفر مليارات الدولارات، وكل ذلك لن يتم إلا بإعلاء صوت المرضى وإشراكهم في الخدمة الطبية المقدمة لهم”. 

وقد احتفلت محافظة أسوان جنوب مصر باليوم العالمي لسلامة المرضى، وأشار محافظها اللواء أشرف عطية إلى تحقيق شعار هذا العام بإعلاء صوت المرضى من خلال تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل وتحويل المراكز الطبية والوحدات الصحية والمستشفيات بالمحافظة إلى صروح طبية نموذجية تؤدى الخدمة الصحية والعلاجية بجودة عالية:

“يسعدني مشاركتكم اليوم في الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى وشعاره مشاركة المرضى لأجل سلامة المريض، وهذا ما نسعى إليه في الجمهورية الجديدة بمصر، وذلك بتطبيق نظام التأمين الصحي الشامل في عدة محافظات، من بينها أسوان، لتقديم خدمة طبية بجودة عالية”. 

أطباء وطاقم التمريض بمستشفى شرم الشيخ يحتفلون باليوم العالمي لسلامة المرضى.

ويقول الدكتور إيهاب حنفي مدير هيئة الرعاية والتأمين الصحي الشامل بأسوان إن مشاركة المرضى في الخدمة الطبية المقدمة لهم يعد معيارا من معايير السلامة والجودة لتقديم الخدمة الطبية المميزة. ومضى قائلا:

“يرسي اليوم العالمي لسلامة المرضى مبدأ أن المريض شريك أساسي في تقديم الخدمة الصحية بحمايته وعدم نقل الأمراض له، وتيسير إجراءات تلقيه العلاج. ولذا أكدت منظمة الصحة العالمية على ضرورة إشراك المرضى وأسرهم والاستماع لمطالبهم بشأن مستوى الخدمة ومكان تقديمها والطريقة الأفضل لذلك، وهذا يعد معيارا مهما من معايير جودة الخدمة الطبية”. 

“إشراك المرضى من أجل سلامتهم” كان شعار منظمة الصحة العالمية للاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى ليؤكد أن المرضى عندما يُعاملون على أنهم شركاء في الرعاية المقدَّمة إليهم، تتحقق مكاسب كبيرة في مجال السلامة ورضا المرضى، ويمكن لهم، عندما يصبحون فاعلين في فريق الرعاية الصحية، أن يسهموا في صون مأمونية الرعاية المقدَّمة إليهم.

خالد عبد الوهاب لأخبار الأمم المتحدة