مؤتمر المناخ: استياء حول مسودة النص الختامي لعدم ذكر ‘التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري’
المسودة التي أعدتها رئاسة المؤتمر- التي تتولاها دولة الإمارات العربية المتحدة – لم تأت على ذكر “التخفيض التدريجي” أو “التخلص التدريجي” من الوقود الأحفوري في صفحاتها الواحدة والعشرين. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد وصف هذا في وقت سابق من يوم أمس بأحد مفاتيح نجاح المؤتمر ومطلب للعديد من الدول.
وبدلا من ذلك، دعا النص الأولي البلدان إلى الحد من “استهلاك وإنتاج الوقود الأحفوري، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة”. وضمت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الجزرية الصغيرة النامية صوتها إلى صوت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في الإعراب عن الاستياء بشأن مشروع البيان باعتباره غير كاف للحد من الاحتباس الحراري العالمي.
إلا أن النص الحالي ليس نهائيا، ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات طوال اليوم الثلاثاء، وهو اليوم الختامي المقرر للمؤتمر. وتبدأ لعبة الانتظار الآن حيث يتشاور المندوبون حول نص جديد يكون أكبر من مجرد قائمة بالأشياء التي يمكن أن تفعلها البلدان. ويطالب الناشطون وبعض البلدان بلغة أقوى تعكس بشكل أفضل الضرورة الحقيقية لمعالجة أزمة المناخ.
فيما يلي نظرة على بعض التدابير – الطوعية إلى حد كبير – التي تضمنتها المسودة الحالية وما تم حذفه:
ما تم تضمينه:
1. مضاعفة القدرة العالمية على استخدام الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030 [تعهدت الولايات المتحدة والصين بالعمل معا لتحقيق هذا الهدف في اتفاق تم التوصل إليه بين أكبر دولتين تُصدران الانبعاثات في العالم في الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر كوب 28.]
2. التخفيض التدريجي السريع “بلا هوادة للفحم” وتقليص عدد التراخيص الجديدة.
3. نشر تقنيات الانبعاثات الصفرية والمنخفضة، بما في ذلك تقنيات الإزالة مثل تلك التي تلتقط الكربون وتستخدمه وتخزنه.
4. التمويل المناخي، ولكن “بلغة ضعيفة”.
5. الأهداف بشأن التكيف المتعلقة بالالتزامات المالية غير الكافية أو بدون “برنامج عمل” لقياسها.
ما لم يتم تضمينه:
1. التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
2. عبارتي “النفط” و”الغاز الطبيعي”.
3. التزامات قوية على الدول الغنية.
4. العدالة في التكيف، أي ضرورة الحصول على الدعم العادل من الدول الغنية.
“الاختفاء التام”
في حديث مع أخبار الأمم المتحدة، قال هارجيت سينغ، رئيس الاستراتيجية السياسية العالمية لدى شبكة العمل المناخي الدولية، إنه كان يتوقع نصا أوليا “أقوى بكثير، ولكن عبارة ‘التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري’ قد اختفت تماما الآن … ونحن كمجتمع مدني نرفض النص”.
وقال السيد سينغ إنه على مدار الأسبوعين الماضيين اللذين انعقد فيهما مؤتمر دبي، “من الواضح أنه كان هناك ضغط… من قبل قطاع الوقود الأحفوري. لقد رأينا الرسالة التي صدرت عن أوبك؛ وكيف أن [البلدان المنتجة للنفط] تعارض تماما أي عبارة بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري؛ وكيف أن الدول الغنية تستعرض فقط”.
وأضاف: “ستكون ليلة طويلة” من المفاوضات.
من جهته، قال تويوليسولو سيدريك شوستر، وزير الموارد الطبيعية والبيئة في ساموا ورئيس تحالف الدول الجزرية الصغيرة في حديث لأخبار الأمم المتحدة، إن النص “لا يعكس ما جئنا من أجله، وخاصة اللغة المتعلقة بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. إنه لا يعكس هدف الـ 1.5 درجة الذي نحتاجه للبقاء على قيد الحياة”.
وفيما كانت تقاوم دموعها، قالت شارون منى إينو، وزيرة الموارد الطبيعية في دولة نيوي الجزرية الصغيرة، إنها تشعر بالحزن لأن النص “يتعارض تماما مع ما نؤمن به”، ولا يعكس موقف شعوب جنوب المحيط الهادئ.
وقالت لأخبار الأمم المتحدة إن بلادها أنفقت أموالا ليست متوافرة لديها للمجيء إلى مؤتمر المناخ في دبي، مذكرة بأن الدول الجزرية الصغيرة هي الأكثر ضعفا أمام آثار تغير المناخ.
وأضافت: “جزرنا مغمورة بالمياه. جزرنا تغرق… يجب على الآخرين أن يفكروا فينا. إنه التزام أخلاقي كبشر أن نفعل الخير للآخرين”.