أخبار العالم

أمين عام الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن: الوضع الإنساني في غزة “وصمة عار أخلاقية علينا جميعا”



جاء ذلك في كلمة الأمين العام التي أدلى بها نيابة عنه رئيس ديوانه كورتيناي راتراي، أمام اجتماع عقده مجلس الأمن اليوم الأربعاء حول الوضع في الشرق الأوسط برئاسة وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف. أكد السيد غوتيريش عدم وجود أي شيء يبرر “الأعمال الإرهابية المروعة” التي ارتكبتها حماس والجماعات المسلحة الأخرى في إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ولا يبرر “العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

وأشار إلى أن ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد والأمراض المعدية آخذة في الارتفاع، وسط “تحديات شديدة ومخاطر مميتة” يواجهها العاملون الإنسانيون التابعون للأمم المتحدة على الأرض. 

وقال السيد راتراي، نيابة عن الأمين العام، إن دخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع وتسليمها إلى جميع أنحاء غزة، أمر ضروري لبقاء ورفاه المدنيين، وأضاف: “آن الأوان منذ وقت طويل لتوفير بيئة تمكينية آمنة لعمليات إنسانية فعالة في غزة، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني”.

ظروف خطيرة في الضفة الغربية

وبينما تتجه جميع الأنظار نحو غزة، قال الأمين العام على لسان رئيس ديوانه إن الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تواجه “ظروفا محفوفة بالمخاطر”. وأشار إلى أن أكثر من 550 فلسطينيا قتلوا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر – من بينهم 138 طفلا – معظمهم على يد القوات الإسرائيلية، في حين قتل 22 إسرائيليا، من بينهم تسعة من قوات الأمن الإسرائيلية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإجراءات الإسرائيلية تقوض السلطة الفلسطينية، وتشل الاقتصاد الفلسطيني وتؤدي إلى انعدام الاستقرار وتسريع التوسع الاستيطاني بشكل كبير. وقال راتراي: “التطورات الأخيرة تغرز سكينا في قلب أي احتمال للتوصل إلى حل الدولتين. إن جغرافية الضفة الغربية المحتلة تتغير بشكل مطرد من خلال الخطوات الإدارية والقانونية الإسرائيلية”.

إحدى هذه الخطوات هي نقل سلطات في الضفة الغربية المحتلة إلى نائب مدني في الإدارة المدنية الإسرائيلية، وهو ما وصفه الأمين العام- في كلمته- بأنه “خطوة أخرى نحو بسط السيادة الإسرائيلية على هذه الأرض المحتلة”. وقال: “إذا تركت هذه التدابير دون معالجة، فإنها تهدد بالتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها”.

تغيير المسار

وشدد الأمين العام على ضرورة تغيير المسار من خلال الوقف الفوري لكافة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف. وقال إن المستوطنات الإسرائيلية انتهاك صارخ للقانون الدولي وعقبة رئيسية أمام السلام. وأكد على ضرورة أن تضمن إسرائيل سلامة وأمن السكان الفلسطينيين.

وأشار إلى أنه بفضل “الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة”، تستمر المفاوضات لصياغة اتفاق للإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار وسط تقارير عن بعض التقدم. وقال رئيس ديوان الأمين العام وهو يقرأ كلمته أمام مجلس الأمن: “يجب أن تتوصل الأطراف إلى مثل هذا الاتفاق الآن. إن الوضع الإنساني في غزة وصمة عار أخلاقية علينا جميعا”.

ووسط التقارير المستمرة عن انتهاكات خطيرة ضد الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل، أكد السيد غوتيريش مجددا ضرورة معاملة جميع المعتقلين بشكل إنساني، وإطلاق سراح المحتجزين دون سبب قانوني. وشدد على أن هذه “الحرب الرهيبة” يجب أن تنتهي ويجب استعادة الحكم في غزة إلى “حكومة فلسطينية شرعية واحدة”.

وقال: “إن دعم السلطة الفلسطينية أمر بالغ الأهمية. ويجب تعزيز مؤسساتها حتى تكون مستعدة للحكم وقيادة جهود الإنعاش وإعادة الإعمار في غزة”.

المزيد عن تفاصيل جلسة مجلس الأمن لاحقا. 

يمكنكم متابعة الاجتماع على موقع البث الشبكي للأمم المتحدة مع اختيار الترجمة الفورية إلى اللغة العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى