صحة

إطلاق حملة الأمل لحماية الشباب من خطر الانتحار في جنوب السودان


مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وشركاؤها أطلقوا حملة أسموها “عملية الأمل لمنع الانتحار ومساعدة الناجين” حيث يعتقد الخبراء أن القتال في جنوب السودان خلف آثارا سلبية على الصحة النفسية للمدنيين هناك.

جيمس جعفر، نازح شاب من جنوب السودان، نجا من محاولة انتحار بفضل تدخل صديق له. وهو الآن يتطوع مع حملة الأمل، حيث يتحدث إلى الشباب في مجتمعه ويشجعهم على طلب المساعدة وعدم فقدان الأمل، برغم الوضع المأساوي الذي يمرون به.

يقول جيمس إنه فقد كل شيء بعد اندلاع القتال في مسقط رأسه، ملكال. واضطر إلى الفرار هو وعائلته طلبا للحماية في موقع للأمم المتحدة لحماية المدنيين.

لكن معاناة جيمس لم تتوقف حتى بعد لجوئه إلى موقع الأمم المتحدة. فبدون وظيفة، لم يكن قادرا على كسب قوته، وسرعان ما غمره القلق واليأس. فحاول الانتحار قبل أن ينقذه صديقه.

جيمس لا يزال مسكونا بذكريات الحرب الأليمة في بلاده، حيث يتذكر كيف أُرغم هو وأسرته على الفرار قبل أربع سنوات.

“كانوا يأتون إلينا نهارا. ويأخذون هواتفنا وأموالنا ويضربوننا. كانوا يغتصبون النساء أمام أعين أمهاتهن وآبائهن. لهذا قررت أن أهرب من المدينة “.

برغم شعوره بالأمان داخل موقع الأمم المتحدة، إلا أن الشعور بالحصار اعترى جيمس. فمشكلة انعدام الوظائف والاحتياجات الضرورية تمثل مشكلة كبرى بالنسبة له والكثيرين من الشباب.

عندما لم أتمكن من إطعام عائلتي، شعرت بخيبة أمل كبيرة. كنت وحيدا وقلقا جدا وكنت ألوم نفسي. كنت أعود إلى المنزل في حالة من السكر وأتشاجر مع زوجتي، فمن الصعب البقاء على قيد الحياة في أوضاع كالتي نعيشها في المعسكر. عندما فشلت في التغلب على اليأس واكتشفت أن شرب الكحول لن يحل مشاكلي، قررت قتل نفسي. لكن صديقي اقتحم الغرفة وأنقذني.”

بعد ما يقرب من خمس سنوات على الحرب الوحشية في جنوب السودان والتي أجبرت مليوني شخص على اللجوء إلى الدول المجاورة ونحو مليونين آخرين على النزوح داخليا، بدأت البلاد تشهد ارتفاعا متزايدا في حالات ومحاولات الانتحار.

تقول مفوضية شؤون اللاجئين إن محاولة جيمس الانتحار هي جزء من أزمة أكبر، عنوانها نزوح أكثر من 4 ملايين شخص منذ عام 2013، يعيش أكثر من مئتي ألف منهم في مواقع الأمم المتحدة للحماية.

وتقول المفوضية إنها وشركاؤها يتواصلون مع الشباب من أمثال جيمس لثنيهم عن الانتحار. يقول ألفريد كولوبا، وهو مسؤول ميداني في المفوضية:

إن الوضع الاقتصادي لا يزال يمثل تحديا كبيرا بالنسبة للاجئين، إضافة إلى أنهم لا يتحركون بحرية مثلما كانوا يفعلون قبل اندلاع الحرب. إنهم يشعرون بأن الحياة انتهت، بالنظر إلى الوضع الحالي الذي يعيشون فيه “.

وتشير المفوضية إلى أن برامج الإرشاد والتوعية تحدث فرقا، فجيمس يعمل الآن متطوعا يساعد أقرانه الواقعين في براثن اليأس على إيجاد طريقة أفضل للتعامل مع مشاكلهم.

الحياة يمكن أن تكون صعبة ولكن يمكن أيضا أن تكون جيدة. يمكنك أن تكون سعيدا أو حزينا. لكن يجب ألا تفقد الأمل “.

وتقول مفوضية شؤون اللاجئين إن المتأثرين من النزاع في بلد يمر بأزمة حادة، يحتاجون إلى المساعدة في إعادة بناء حياتهم واستعادة كرامتهم.

 


اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading