أخبار العالم

الأمم المتحدة تدعو إلى حماية المدنيين في سوريا في خضم “التصعيد الأكبر للأعمال العدائية منذ 2019”



وفي مؤتمر صحفي عقد اليوم الثلاثاء في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أفاد عبد المولى الذي كان يتحدث عبر الفيديو من دمشق بأن التصعيد الأخير للأعمال العدائية تسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين، ونزوح عشرات الآلاف من الناس، وانقطاع الخدمات الأساسية، وتعطيل العمليات الإنسانية.

وأضاف: “تلقينا تقارير تشير إلى مقتل العشرات من المدنيين وإصابة العديد غيرهم، بما في ذلك النساء والأطفال، ولا يزال انعدام الأمن يقيد الحركة. وبالتالي، فإن مدى الخسائر المدنية في العديد من المناطق لا يزال غير واضح”.

وأوضح عبد المولى أنه وفقا للسلطات الصحية المحلية قد قُتل ما لا يقل عن 33 مدنيا، بينهم 17 طفلا وخمس نساء، وأصيب 125 آخرون، بينهم 51 طفلا و37 امرأة. وأضاف أن تلك الهجمات الأخيرة أثرت على مخيمين للنازحين ومحطة مياه وأربع مدارس وسيارتي إسعاف والعديد من المرافق الصحية.

وقال المسؤول الأممي إنه بينما وصل الآلاف من النازحين إلى المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، “فإن العديد منهم محاصرون على خطوط المواجهة، وغير قادرين على البحث عن الأمان في مناطق أخرى من البلاد”، مشيرا كذلك إلى التقارير التي تفيد بوجود تحركات نزوح من أجزاء من حلب إلى شمال وشمال شرق سوريا.

الاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية

وأوضح منسق الشؤون الإنسانية في سوريا أن الاحتياجات ذات الأولوية في الوقت الحالي تشمل الغذاء والصحة والمياه وخدمات الحماية والمواد غير الغذائية، مضيفا: “نبذل قصارى جهدنا لتوفير أكبر قدر ممكن من المساعدة في ظل محدودية الموارد والوصول”.

وأشار إلى تزايد بعض المخاوف الصحية العامة، بما في ذلك بسبب وجود جثث غير مدفونة ونقص المياه النظيفة لعدة أيام، مفيدا بأن مستشفيي حلب وإدلب الجامعيين تعرضا إلى أضرار. وقال عبد المولى إن بعض الخدمات الإنسانية تأثرت كذلك ما فيها محطات المياه والمخابز في حلب، فضلا عن تعطل وسائل الاتصال بشكل متكرر.

وأضاف أنه تم تعليق الدراسة في المدارس في العديد من المناطق إلى جانب الخدمات العامة الرئيسية، فضلا عن استمرار انقطاع التيار الكهربائي في حلب وحماة. وشدد المسؤول الأممي على أنه “يجب حماية المدنيين في كل الأوقات وأينما كانوا”.

نزوح وحشد للاستجابة

المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، رامانثان بالاكريشنان تحدث في نفس المؤتمر الصحفي عبر الفيديو حيث نبه إلى أن التصعيد الأخير يأتي بعد فترة من القصف والغارات الجوية المتزايدة في شمال غرب سوريا منذ 14 تشرين الأول/أكتوبر.

وأضاف: “شهدنا زيادة في العنف في العديد من أجزاء البلاد في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك هجمات في شمال غرب وشمال شرق سوريا تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية”.

وقال إن أحدث الأرقام تشير إلى أن أكثر من 5000 أسرة، أي ما يعادل ما بين 30,000 إلى 40,000 شخص، قد دخلوا المنطقة الشمالية الشرقية، مضيفا “من الواضح أن هذا يفرض ضغوطا شديدة على الخدمات الإنسانية وقدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على دعمهم في الشمال الشرقي”.

وأوضح أنه حتى الثاني من كانون الأول/ديسمبر، لجأ أكثر من 2600 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، إلى 12 مركز استقبال، حيث توفر 15 منظمة غير حكومية شريكة للأمم المتحدة استجابة إنسانية متعددة القطاعات. وأضاف: “يستعد الشركاء لإعادة توجيه جزء من استجابة الشتاء الجارية لدعم الأسر الأكثر ضعفا المتضررة من الأعمال العدائية”.

ونبه إلى أن الأزمة الإنسانية في سوريا كانت شديدة حتى قبل التصعيد الأخير، مشيرا إلى أنه مع اقتراب العام من نهايته لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي تسعى إلى مساعدة 16.7 مليون سوري إلا بنسبة 29.5 في المائة فقط.

وقال بالاكريشنان إن الآن هو الوقت المناسب من أجل “ضمان تلقي التمويل لسوريا بالقدر الذي تتطلبه وتستحقه، خاصة في ضوء التصعيدات الأخيرة”.


اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading