أخبار العالم

تجربة شخصية: مكافحة تعاطي المخدرات بالعلاج بدلا من العقاب


الإدراة السابقة في الفلبين، الواقعة جنوب شرق آسيا، كانت تُروج “للحرب على المخدرات”، لكن الآن يتم اتباع نهج أكثر تعاطفا على المستوى المحلي صعودا إلى المستويات الأعلى.

الزميل دانيال ديكنسون من أخبار الأمم المتحدة سافر إلى مدينة أنتيبولو – بالقرب من العاصمة مانيلا – للقاء مايكل جون مايسترو، وهو ممرض مسجل يعمل في مجال الوقاية من تعاطي المخدرات وعلاجه في مكتب مكافحة تعاطي المخدرات في المدينة والمدعوم من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

في هذه القصة يتحدث مايسترو عن عمله ويحكي تجربته أحد الأشخاص الذي تعامل معهم:

” تمت إحالة شاب سأطلق عليه اسم كارلو- حفاظا على خصوصيته، كان يتعاطى الميثامفيتامين- إلى مكتبنا. كان يعاني من نوبات نفسية وكان يهدد والدته، كما حاول خنق طفل. أرادت عائلته حمايته وحماية الأشخاص الآخرين في المجتمع، لذلك أبقوه محبوسا في غرفته. لم يكن معه سوى كلبه بوتشوكوي.

كارلو في منزله مع كلبه بوتشوكوي.

أدركتُ أن تعاطيه للمخدرات كان بسبب مشاكل صحة عقلية حيث كانت تظهر عليه أعراض الفصام، والتي يمكن أن تكون ناجمة كيميائيا عن تعاطي الميثامفيتامين.

تم وصف أدوية مضادة لتلك الحالة له منذ ستة أسابيع، والتغيير الذي حدث منذ آخر مرة رأيته فيها لا يصدق. ولم يعد يعاني من أي نوبات نفسية، وأصبح مزاجه أكثر إيجابية ويستطيع التحرك في الحي الذي يقيم فيه، بل وحتى لعب كرة السلة مع الشباب الآخرين.

جريمة وعقاب

خلال الحرب على المخدرات ربما كان سيتم استهداف كارلو وإيداعه في السجن وربما حتى قتله. لقد اتسمت تلك الفترة بالخوف والعقاب، واعتبر الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات أشرارا وخطرا على المجتمع.

كان من الواضح بالنسبة لي أن كارلو يحتاج إلى التعاطف والتفهم وليس العقاب. إنه شخص عادي، لديه احتياجات طبية مختلفة. إدمان المخدرات هو اضطراب مزمن. إنها حالة صحية طبية وعقلية تتطلب العلاج، وهذا هو النهج الجديد المتبع هنا في أنتيبولو ومن قبل السلطات الصحية في جميع أنحاء البلاد.

أدى هذا التغيير في السياسة وتعاطفنا تجاه الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يبحثون عن العلاج لحالتهم في مكتب مكافحة تعاطي المخدرات بمدينة أنتيبولو. في العام الماضي، سعى 30 شخصا طوعا للعلاج في مكتبنا، ولكن خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024 استقبلنا 36 مريضا.

الحد من وصمة العار

من خلال إظهار الاحترام والتعاطف، يمكننا الاستمرار في المساعدة في تقليل الوصمة تجاه الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات. سيستغرق هذا التغيير بعض الوقت، لكنني أعتقد من خلال تجربتي في الحديث عن المخدرات في المدارس والمراكز المجتمعية أن الناس مستعدون للاستماع.

شباب يلعبون كرة السلة في مدينة أنتيبولو، بالفلبين

وبمساعدة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، استخدم مجموعة أدوات من الاستبيانات التي تحدد احتياجات المرضى وتوجه خطط العلاج. تتتبع هذه الأدوات جميع أنواع البيانات الاقتصادية والصحية والاجتماعية. ومن المعلومات التي نجمعها، يمكننا إحالة المريض إلى الوكالة المناسبة لعلاجه ودعمه.

هذا النهج فريد من نوعه، ونقوم الآن بدراسة أثره، على أمل توسيعه ليشمل بلديات أخرى في الفلبين إذا ثبت أن النتائج إيجابية.

أنا متحمس جدا لعملي. أنظر إلى الناس وأرى أنهم بحاجة إلى المساعدة، ودوري هو الاهتمام. إن الحب والعاطفة التي أشعر بها تجاه الأشخاص الذين يأتون إلى مكتبي والتغيير الإيجابي في حياتهم الذي يمكنني المساهمة فيه من خلال اتباع نهج رحيم يمنحني الدافع للقيام بهذه المهمة”.


اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading