تقرير أممي: هجمات الطائرات المسيرة الروسية في خيرسون “ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”

وأوضح التقرير أنه منذ تموز/يوليو 2024، قتلت القوات الروسية وأصابت، مرارا وتكرارا، المدنيين في منطقة تمتد لأكثر من 100 كيلومتر على طول الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في مقاطعة خيرسون. وكانت هجمات الطائرات المسيرة “واسعة النطاق ومنهجية، وقد نُفذت كجزء من سياسة دولة منسقة”.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات اتبعت نمطا منتظما ونفس أسلوب العمل، مما يدل على أنها كانت مخططة وموجهة ومنظمة. “ولم تتوفر أي معلومات تشير إلى أن السلطات العسكرية والمدنية الروسية قد اتخذت أي خطوات لمنع أو وقف ارتكاب هذه الجرائم”.
خسائر بشرية
وفقا للتقرير، لقي ما يقرب من 150 مدنيا مصرعهم وأصيب المئات بجروح نتيجة لهجمات الطائرات المسيرة في مدينة خيرسون و16 بلدة في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا، وفقا للمصادر الرسمية.
وكان الضحايا من الرجال والنساء والأطفال، ومعظمهم من الرجال. واستُهدف المدنيون في ظروف مختلفة، أثناء قيامهم بأنشطتهم اليومية، سواء سيرا على الأقدام أو في أي نوع من المركبات.
استخدم مشغلو الطائرات المسيرة لقطات الفيديو المرسلة في الوقت الفعلي بواسطة الكاميرات المدمجة في الطائرات، وركزوا على أهداف كانت مدنية بوضوح، ثم أسقطوا عليها متفجرات. وقد نُشرت مئات من هذه اللقطات بانتظام على قنوات تلغرام روسية، بعضها يضم آلاف المشتركين، بالإضافة إلى منشورات نصية تعلن عن هجمات أخرى.
تبعات جسدية ونفسية
تسببت هجمات الطائرات المسيرة في وفيات وإصابات جسدية خطيرة، شملت بتر الأطراف والجروح وارتجاجات في المخ، كما سببت صدمات نفسية وخوف. في أيلول/سبتمبر 2024، أصابت متفجرة أُلقيت من طائرة مسيرة امرأة من قرية بونياتيفكا وزوجها البالغ من العمر 54 عاما بينما كانا عائدين إلى منزلهما.
وقالت المرأة: “مات زوجي بين ذراعي، نزف حتى الموت، لأن سيارة الإسعاف لم تصل في الوقت المناسب. حاولت إيقاف النزيف بقميص، لكنه لم يكن كافيا”.
وقال التقرير “استُهدفت سيارات الإسعاف، التي تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي، وضُربت بالطائرات المسيرة لمنعها من الوصول إلى الضحايا الذين تعرضوا للهجوم سابقا. وقد توفي بعض هؤلاء الضحايا نتيجة لعدم نقلهم إلى مرفق طبي في الوقت المناسب”.
الأدلة لا تدع مجالا للشك
يُعد استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية انتهاكا للمبدأ الأساسي للقانون الدولي الإنساني، والذي يقضي بأن الهجمات يجب أن توجه فقط ضد الأهداف العسكرية. وأوضح التقرير أن الأدلة التي جُمعت لا تدع مجالا للشك بأن الجناة كانوا يعتزمون تنفيذ هذه الأفعال.
“لذلك، تخلص اللجنة إلى أن القوات المسلحة الروسية ارتكبت جريمة الحرب المتمثلة في توجيه الهجمات عمدا ضد المدنيين في مقاطعة خيرسون. كما وجدت أن نشر مقاطع فيديو لقتل وإصابة المدنيين يرقى إلى جريمة الحرب المتمثلة في انتهاك الكرامة الشخصية”.

خوف دائم
أشار التقرير إلى أن السكان المدنيين في المناطق المتأثرة بهجمات الطائرات المسيرة يعيشون في خوف دائم. ويخاطر السكان في كل مرة يخرجون فيها، خشية أن تصيبهم طائرة مسيرة. وينتظر الكثيرون الأيام الغائمة للخروج، أو يلجأون إلى الاختباء تحت الأشجار، حيثما أمكن.
ويتزايد الخوف بسبب الرسائل المتكررة المنشورة على تلغرام، مثل “اخرجوا من المدينة قبل سقوط الأوراق، يا من قدر لكم أن تموتوا”.
وأوضحت اللجنة أنها فحصت أكثر من 300 مقطع فيديو متاح للجمهور لهذه الهجمات وأكثر من 600 منشور نصي على قنوات تلغرام، وحددت ضحايا هذه الهجمات حيثما أمكن.
كما أجرت مقابلات مع 91 شخصا من المناطق المتضررة من هجمات الطائرات المسيرة، بمن فيهم الضحايا والشهود والسلطات المحلية والعاملون في المجال الطبي.
طعم وكيف دليل المطاعم والكافيهات دليل المطاعم مدن العالم طعام وشراب مقاهي الرياض أخبار ونصائح دليل الرياض كافيهات الرياض جلسات خارجية دليل مقاهي ومطاعم أفضل كافيهات الرياض عوائل
اكتشاف المزيد من موقع fffm
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.