صحة

منظمة الصحة العالمية: خراب في مستشفى الشفاء بعد 6 أشهر من الحرب



تقييم المنظمة جاء بعد إجراء مهمة وُصفت بأنها بالغة التعقيد في المستشفى يوم الجمعة. وقال فريق منظمة الصحة العالمية إن نطاق الدمار جعل المستشفى معطلا تماما عن العمل بما يقلص فرص الحصول على الرعاية الطبية المنقذة للحياة في غزة.

وذكرت المنظمة أن استعادة حتى الحد الأدنى من القدرة التشغيلية للمستشفى على المدى القصير يبدو غير معقول وستتطلب جهودا كبيرة لتقييم وإزالة الذخائر غير المنفجرة لضمان سلامة الشركاء وقدرتهم على الوصول إلى المستشفى بالمعدات والإمدادات.

دمار مباني ومعدات المستشفى

وأفادت المنظمة بأن مباني أقسام الطوارئ والجراحة والولادة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب المتفجرات والحرائق، وأُحرق ما لا يقل عن 115 سريرا في قسم الطوارئ، ودُمرت 14 حضـّانة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، ودُمر مصنع الأكسجين بالمستشفى، بما يجعل مستشفى كمال عدوان المصدر الوحيد لإنتاج الأكسجين الطبي بشمال قطاع غزة.

وأكدت المنظمة أهمية إجراء تقييم إضافي شامل لعمل المعدات الحيوية مثل الماسحات الضوئية المقطعية وأجهزة التنفس الصناعي والتعقيم والمعدات الجراحية. وقد أدى هذا الوضع إلى ترك شمال غزة بدون قدرات المسح المقطعي وبقدرة مختبرية مُقلصة بما يحد بشكل كبير من كفاءة التشخيص.

قبور ضحلة وجثث مدفونة جزئيا

جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية أن عددا كبيرا من القبور قد حُفر على عمق ضحل مقابل مباني قسم الطوارئ والإدارة والجراحة. وفي نفس المكان دُفنت الكثير من الجثث بشكل جزئي وكانت أطرافها ظاهرة.

وخلال الزيارة شاهد موظفو منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 5 جثث ملقاة على الأرض ومغطاة جزئيا ومعرضة للحرارة. وأبلغ فريق المنظمة عن رائحة نفاذة للجثث المتحللة تعم مجمع المستشفى. وقالت المنظمة في بيانها: “الحفاظ على الكرامة حتى في الموت، هو عمل إنساني لا غنى عنه”.

ووفقا للقائم بأعمال مدير المستشفى كان المرضى محتجزين في ظروف مزرية أثناء الحصار، إذ عانوا من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية والنظافة والصرف الصحي، وأجبروا على الانتقال بين المباني تحت تهديد السلاح. 

وأفادت التقارير بأن ما لا يقل عن 20 مريضا لقوا مصرعهم بسبب عدم توفر الرعاية ومحدودية الحركة المسموح بها للعاملين في المجال الصحي.

وقبل هذه المهمة قوبلت جهود منظمة الصحة العالمية للوصول إلى مستشفى الشفاء لإجلاء المرضى والموظفين وإجراء تقييم للوضع، بالرفض والتأخير أو بالعوائق 6 مرات بين 25 مارس و1 أبريل.

تنسيق غير فعال

وعلى الرغم من اتباع إجراءات الإخطار للتنسيق، واجهت مهمة أمس تأخيرات كبيرة عند نقطة التفتيش العسكرية في طريقها إلى مستشفى الشفاء. وفي اليوم نفسه، واجهت بعثة أخرى بقيادة منظمة الصحة العالمية متجهة إلى مستشفيي العودة وكمال عدوان شمال غزة – لتوصيل الإمدادات الطبية والوقود ونشر فرق الطوارئ الطبية ودعم إحالة المرضى من الحالات الحرجة – تأخيرات غير ضرورية، بما في ذلك احتجاز سائق شاحنة إمداد كان ضمن القافلة. 

وتم احتجاز السائق لأكثر من ساعة في مكان منفصل، بعيدا عن أنظار فريق المهمة. وفي النهاية تم إلغاء المهمة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة لأن التأخير لم يترك وقتا كافيا لإكمالها بشكل آمن والعودة قبل حلول الظلام.

وفي الفترة بين منتصف أكتوبر ونهاية مارس، تم رفض أو تأخير أو إعاقة أو تأجيل أكثر من نصف جميع بعثات منظمة الصحة العالمية. ومع تزايد الاحتياجات الصحية، قالت المنظمة إن عدم وجود نظام إخطار فعال يمثل عقبة رئيسية أمام إيصال المساعدات الإنسانية – بما في ذلك الإمدادات الطبية والوقود والغذاء والمياه إلى المستشفيات.

جهود ذهبت هباء

بعد مرور ستة أشهر – أي نصف عام – على الحرب، أدى تدمير مستشفى الشفاء ومجمع ناصر الطبي إلى كسر العمود الفقري للنظام الصحي المتعثر بالفعل في غزة. وقبل الحصار الأخير، قامت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بدعم إحياء الخدمات الأساسية في مستشفى الشفاء، كما تم تزويد مجمع ناصر الطبي بالإمدادات بانتظام لمواصلة العمل كمستشفى رئيسي جنوب غزة. ولكن هذه الجهود قد ضاعت الآن كما قالت المنظمة.

لم يتبق سوى 10 مستشفيات

ومن بين المستشفيات الرئيسية الـ 36 التي كانت تخدم أكثر من مليوني شخص من سكان غزة، لا تزال 10 منها فقط تعمل إلى حد ما، في ظل القيود الشديدة على أنواع الخدمات التي يمكنها تقديمها. وقالت منظمة الصحة العالمية إن التوغل العسكري المقترح في رفح لا يمكن أن يؤدي سوى إلى مزيد من تقليص فرص الحصول على الرعاية الطبية، وستكون له عواقب صحية لا يمكن تصورها. 

وكررت منظمة الصحة العالمية دعواتها لحماية المرضى والعاملين في المجال الصحي والإنساني والبنية التحتية الصحية والمدنيين. وشددت على ضرورة عدم عسكرة المستشفيات أو إساءة استخدامها أو مهاجمتها. وطالبت بآلية فعالة وشفافة وعملية للإخطار الإنساني، وبضمانات السلامة كي تكون حركة المساعدات داخل غزة، بما في ذلك من خلال نقاط التفتيش، آمنة ويمكن التنبؤ بها وسريعة. 

ودعت المنظمة إلى فتح مزيد من المعابر البرية للسماح بالوصول إلى غزة وجميع أنحائها بشكل أكثر أمانا ومباشرة.

ومع المجاعة الوشيكة، وانتشار الأمراض والإصابات، دعت منظمة الصحة العالمية إلى وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة وبأنحائه، وإلى وقف مستمر لإطلاق النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى