لبنان: تحول الأعمال العدائية إلى صراع أكثر فتكا وحدة، وأوامر إخلاء جديدة في الشرق والجنوب
جاء هذا في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك تحدث فيه تيننتي عبر الفيديو من لبنان، حيث أشار إلى حصيلة القتلى والجرحى على مدار العام الماضي وفقا لوزارة الصحة العامة اللبنانية والتي بلغت 2700 قتيل وأكثر من 12,700 جريح، 25 في المائة منهم من النساء والأطفال.
وأفاد تيننتي بأن أكثر من 800 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم ومجتمعاتهم، “60 في المائة منهم من المنطقة التي تعمل فيها قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة”.
وأضاف: “إحصائية كهذه لا يمكنها أن تلخص بالكامل التكلفة البشرية للصراع والمدنيين الذين ما زالوا يعانون”.
مناطق أكثر خطورة
وأوضح المتحدث باسم اليونيفيل أن قوات حفظ السلام تعمل بجد خلف الكواليس لتنسيق المرور الآمن للمساعدات الإنسانية الأساسية من قبل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية المحلية.
وأضاف أن وحدات اليونيفيل واصلت دعم المجتمعات المحلية من خلال المشاريع والتبرعات لمساعدة أولئك الذين بقوا في منازلهم، فضلا عن المساعدة في إجلاء المدنيين المحاصرين في مناطق الصراع.
وقال تيننتي إن “مناطق الصراع هذه أصبحت أكثر خطورة مع تزايد عدد القذائف والضربات الجوية التي يتم شنها”، علاوة على إبلاغ جنود حفظ السلام عن اشتباكات يومية على الأرض.
قلق بالغ
وشدد المتحدث باسم اليونيفيل على أنه رغم التحديات المتزايدة ومطالب الجيش الإسرائيلي لقوات اليونيفيل بالانتقال من مواقع قريبة من الخط الأزرق، “فإننا نواصل مراقبة ما يحدث على الأرض والإبلاغ عنه، في الغالب من نقطة المراقبة والمواقع الخاصة بنا، حيث تم تعليق معظم الدوريات حتى تتحسن الأمور”.
وأفاد بأنه منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، سجلت اليونيفيل أكثر من 30 حادثة أسفرت عن إلحاق الضرر بالممتلكات أو المباني وإصابة اثنين من جنود حفظ السلام. وأضاف أنه “من بين هذه الحوادث، يمكننا أن نعزو نحو 20 حادثة إلى نيران أو أفعال القوات الإسرائيلية، ومن الواضح أن سبعة منها كانت متعمدة”.
وأعرب عن القلق البالغ إزاء الحوادث التي وقعت أثناء قيام أفراد قوات حفظ السلام بمهمتهم في المراقبة، واستهداف كاميرات وأضواء وأبراج مراقبة البعثة عمدا. وأضاف: “لكي نكون واضحين، فإن تصرفات كل من القوات الإسرائيلية وحزب الله تعرض قوات حفظ السلام للخطر، سواء من خلال تبادل إطلاق النار أو الأفعال المتعمدة”.
عودة الاستقرار ممكنة
وأوضح المتحدث باسم اليونيفيل أنه رغم الوضع المتوتر للغاية، تستمر البعثة في التواصل مع السلطات اللبنانية والإسرائيلية لحثها على خفض التصعيد. وأكد أن رسالتهم إلى الأطراف واضحة وهي الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 بالعمل وليس فقط بالكلمات.
وقال تيننتي إن دور اليونيفيل كان دائما دعم تنفيذ القرار ومراقبة الانتهاكات والإبلاغ عنها، “وهو ما قمنا به بإخلاص وثبات من خلال تقاريرنا الشاملة والمنتظمة لمجلس الأمن”. وأضاف المسؤول الأممي أنه “على الرغم من كل ما حدث، ما زلنا نعتقد أنه من خلال التزام الأطراف، يمكننا العودة إلى الاستقرار”.
مساعدات إنسانية تصل الجنوب
يأتي هذا في وقت قال فيه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في آخر تحديث أصدره اليوم الأربعاء إن بعثة مشتركة من المكتب ومنظمة اليونيسف سلمت إمدادات أساسية لحوالي 800 أسرة في قرية الصرفند في جنوب لبنان.
وتشمل الإمدادات زجاجات المياه ومستلزمات النظافة والكرامة وأجهزة اختبار المياه وملابس أطفال ومستلزمات الإسعافات الأولية.
وأضاف المكتب أن قافلة تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) سلمت 5000 لتر من الوقود للمولدات لضمان تشغيل آبار المياه ومرافق الصرف الصحي في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين بالقرب من جنوب نهر الليطاني.
أوامر إخلاء جديدة
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى استمرار الوضع في التدهور وسط تصاعد الأعمال العدائية. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أصدر اليوم الأربعاء أوامر إخلاء لجميع سكان مدينة بعلبك في شرق البلاد، لإخلاء المدينة بأكملها على الفور، مما أدى إلى نزوح جماعي وذعر بين السكان، مضيفا أن الإضرابات بدأت بعد ذلك بعدة ساعات.
وأوضح كذلك أن أوامر إخلاء صدرت في عدة مناطق في النبطية في الجنوب. وأعرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا عن أسفه للأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية.
ودعا إلى وقف العنف على الفور، مذكرا أطراف الصراع بضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين والأعيان المدنية. وفي الوقت نفسه، أفادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بأن المجتمعات الريفية تواجه صعوبات حيث أثر الصراع أيضا على الزراعة.