صحة

منظمة الصحة العالمية تزور خان يونس في عيد الفطر لتجد فقط “الركام والتراب”


وفي حديثه عبر الفيديو للصحفيين في جنيف اليوم الجمعة، وصف الدكتور بيبركورن “المشهد المرعب في المدينة المنكوبة” الذي شهدته البعثة المشتركة بين الوكالات – والتي ضمت منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والأونروا. وأشار إلى أنه دهش لرؤية عدد من الناس يعودون إلى خان يونس “البعض منهم بملابس العيد، بحثاً عن منازلهم، والتي بالطبع لم يتمكنوا من العثور عليها لأن معظمها متضرر أو مدمر”.

المرافق الصحية

وقال المسؤول الأممي إن مستودعي المنظمة في المدينة دمرا بسبب الأعمال العدائية في المناطق المجاورة لها، كما تعرضت ثلاثة من المستشفيات الأربعة التي زاروها لأضرار بالغة أخرجتها إلى حد كبير عن الخدمة، بما في ذلك مجمع ناصر الطبي الذي كان ثاني أهم مستشفى في غزة بعد مستشفى الشفاء قبل أن يدمر هو الآخر. 

وأضاف أن المستودع الطبي في مجمع ناصر، الذي كان يزود العديد من المستشفيات جنوب القطاع بالإمدادات، “كان يحترق وتعرض لتدمير شديد”.

وقال بيبركورن إن منظمة الصحة العالمية مستعدة لدعم الجهود الرامية إلى إحياء الوظائف ذات الأولوية في المستشفيات الرئيسية، تماماً كما فعلت مع مستشفى الشفاء بعد الحصار الأول الذي تعرض له، ولكن ذلك يحتاج تحييدها عن الأعمال العدائية لإجراء تقييم مناسب، وكذلك القدرة على ادخال مواد البناء والمعدات الطبية. 

وأشار إلى أنه حتى قبل هذه الأزمة، “كان من الصعب للغاية إدخال أي معدات طبية متخصصة أو قطع غيارها إلى غزة. فقد استغرق الأمر عامين حتى تمكنـّا من إرسال ثلاث آلات أشعة متنقلة إلى غزة، والتي هي موجودة في كل مستشفيات الإحالة”.

وأضاف: “الأهم من ذلك أننا رأينا مدى هشاشة هذه المكاسب ومدى سرعة ضياع الجهود المبذولة لاستعادة المستشفيات – انظروا إلى مستشفى الشفاء – بسبب الأعمال العدائية والهجمات”.

مشهد من الدمار في مجمع الشفاء الطبي في غزة.

“تراب وركام”

وتحدث أيضاً من غزة الدكتور ثانوس غارغافانيس، جراح إصابات الرضوح ومسؤول الطوارئ لدى منظمة الصحة العالمية، وركز على ما رآه عندما زار مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، بعد أن تحول إلى “تراب وركام”.

وقال إنه كان من الصادم “أن نرى أن المساحات المفتوحة في المستشفى كانت مليئة بمقابر مؤقتة” بعضها يحمل أسماء والبعض الآخر لا يحمل أسماء، في حين كانت هناك جثث تُركت “مكشوفة أو مغطاة بغطاء بلاستيكي على جوانب المباني”.

وقال إن منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى نظمت عملية دفن هؤلاء الأشخاص بطريقة كريمة، وتأكدت من إمكانية التعرف على الرفات مجهولة الهوية في المستقبل من قبل أسرهم من خلال استخدام الحمض النووي وممارسات الطب الشرعي.

الإجلاء الطبي

وتطرق الدكتور غارغافانيس أيضاً إلى تحديات عمليات الإجلاء الطبي من غزة والتي لا تزال “محدودة وعشوائية وتتعلق بالاتفاقيات الثنائية بين السلطات الفلسطينية ودول ثالثة”. وقال إن هناك حالياً حوالي تسعة آلاف مريض يحتاجون إلى الإجلاء الطبي، ولكن لا توجد آلية مطبقة أو نهج موحد “وهذا يضعنا جميعاً في وضع صعب حقا”. 

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور بيبركورن إنه قبل الأزمة الحالية، كان يتم إجلاء ما بين 50 و100 مريض يوميا إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، نصفهم من مرضى السرطان. وأكد أن منظمة الصحة العالمية مستعدة لتسهيل هذه العملية، وتتفهم استعداد الحكومة المصرية لاستقبال المرضى، بالإضافة إلى عدد من الدول الإقليمية والأوروبية التي تواصلت معها في هذا الصدد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى