جغرافيا ومناخ

ميروسلاف لايتشاك: الحاجة إلى الأمم المتحدة أكبر من أي وقت مضى ولكن هناك حكومات لا تفهم ذلك


وقد تميزت دورتها الثانية والسبعون، برئاسة السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك، بالتوصل إلى عدد من الاتفاقيات الهامة، على رأسها الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، الذي تفاوضت عليه الدول الأعضاء لتعتمده رسميا في المغرب آخر العام الحالي، وعقد الاجتماع رفيع المستوى بشأن منع الصراعات والحفاظ على السلام، ومناقشة إصلاح الأمم المتحدة.

ومع اقتراب نهاية فترة رئاسته، أعرب السيد لايتشاك، في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، عن رضاه بما تم إنجازه خلال هذه الدورة، إلا أنه شدد على أن هذا العمل غير منته بل مستمر.

“لن يكون من الواقعي توقع أن نفعل كل شيء في دورة واحدة، لكن يمكننا أن نكون راضين عن أشياء كثيرة. أعتقد أننا سنتذكر الدورة الثانية والسبعين بثلاث مسائل على وجه الخصوص. أولها، حقيقة أننا توصلنا إلى اتفاق بشأن أول وثيقة تنظم الهجرة، الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والنظامية. والثاني هو التركيز الذي وضعناه على منع الصراعات والحفاظ على السلام. وهنا أنا حقا فخور بالاجتماع رفيع المستوى الذي نظمته في أبريل وضم العديد من الشخصيات البارزة. والقضية الثالثة هي الإصلاحات. فعلاوة على العديد من عمليات الإصلاح الجارية التي تقوم بها الجمعية العامة، نجحنا أيضا في اعتماد ثلاثة مقترحات للإصلاح قدمها الأمين العام أنطونيو غوتيريش، وهي إصلاح هيكل السلم والأمن ونظام التنمية والإصلاح الإداري.”

رئيس الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة، وسفيرا المكسيك وسويسرا، ميسرا المفاوضات الدولية حول الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، بمقر الأمم المتحدة 13 يوليو/تموز 2018.

أول اتفاق عالمي بشأن الهجرة

ويغطي الاتفاق الدولي بشأن الهجرة جميع أبعاد الهجرة الدولية بشكل شامل. كما يشكل أساسا لتحسين الإدارة والفهم الدولي للهجرة، والتصدي للتحديات المرتبطة بها اليوم، فضلا عن تعزيز مساهمة المهاجرين في التنمية المستدامة.

ومن المقرر أن تعتمد الدول الأعضاء الاتفاق رسميا في مؤتمر دولي في مراكش بالمغرب، في كانون الأول / ديسمبر المقبل.

“الهجرة حقيقة واقعة. لا يمكن لأي شخص أن ينكر أنها تحدث الآن، ومع ذلك لم يكن لدينا وثيقة دولية واحدة أو إطار لمعالجة هذه الظاهرة. لذا، فمن المنطقي بالطبع أن تكون الأمم المتحدة هي المسؤولة عن معالجة هذه القضية. بعد ما يقرب من عامين من العمل المكثف جدا، توصلنا إلى اتفاق توافقي حول نص هذه الوثيقة في تموز / يوليه.”

وتتمثل المهمة في مساعدة حكومات الدول الأعضاء على وضع مجموعة واحدة من المبادئ والتوصيات حول كيفية التعامل مع الهجرة، ومساعدة المجتمع الدولي على التحول من الاستجابة للهجرة إلى التعامل معها بشكل استباقي، كما أشار لايتشاك.

إشراك الشباب وتوفير منصة لهم في الأمم المتحدة

وخلال رئاسته للجمعية العامة، كانت إحدى أولويات لايتشاك هي التفاعل مع الشباب وإشراكهم في عمل الأمم المتحدة. إذ حرص دائما في كل رحلاته على لقاء القادة ورواد الأعمال والنشطاء من الشباب، بالإضافة إلى لقاء شهري معهم عبر أثير شبكات التواصل الاجتماعي.

ميروسلاف لايتشاك رئيس الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة يتحدث في منتدى الشباب.

“كان أبرز أنشطتي المتعلقة بالشباب هو حوار الشباب في شهر أيار / مايو، حيث دعونا عددا كبيرا من الشباب، وأردنا أن نفعل ذلك بشكل مختلف عن فعاليات الأمم المتحدة التقليدية. أردنا توفير منصة لهم ليخبرونا كيف يرون العالم ويرون عملنا وأداء الأمم المتحدة. ولقد نجحنا. تحدث الشباب علانية وبصراحة عن عدد من القضايا، لا سيما تلك المتعلقة بالتعليم الجيد والعمالة والوقاية من التطرف. وسررت جدا بنتائج الحوار.”

وبحسب الدبلوماسي السلوفاكي، فإننا نعيش في عالم مليء بالتحديات، وقد برز ذلك في الدورة الـ 72 التي افتقرت بصورة مستمرة للتعددية بشكل عام. ولذلك تشتد الحاجة على الصعيد العالمي إلى الأمم المتحدة أكثر من أي وقت مضى، كما قال.

“هناك حاجة إلى الأمم المتحدة أكثر من أي وقت مضى، ومع ذلك، هناك حكومات لا يبدو أنها تفهم هذا الأمر. لذا، فإننا نكافح مع العديد من القضايا، لكن هدفنا وطموحنا هو التأكد من أن الأمم المتحدة ناجحة وفعالة وذات صلة.”

ونوه لايتشاك إلى أهمية أن يفهم الناس حول العالم ما تقوم به الأمم المتحدة، ويرون أن ما تقوم به المنظمة الأممية يهمهم ويهدف إلى تحسين حياتهم. وأضاف، “اعتماد قرار ما ليس نهاية عملنا. نهاية عملنا هو تحسين الظروف المعيشية للناس.”

كما أعرب رئيس الدورة الحالية عن رغبته في رؤية عدد من المبادرات تستمر في الدورات القادمة، لا سيما التركيز على الناس وتحقيق التوازن بين الجنسين في الأمم المتحدة.

“حقيقة أن دور رئيس الجمعية العامة يستمر لعام واحد، تؤكد على ضرورة أن تكون هناك استمرارية في الجمعية العامة نفسها. لذلك، تابعت العديد من الأنشطة التي بدأها أسلافي، وأنا متأكد من أن خلفي ستستمر في عدد من الأمور التي أطلقتها.”

ماريا فرناندا هي المرأة الرابعة فقط في تاريخ الأمم المتحدة التي تتولى منصب رئيس الجمعية العامة، وهي الهيئة الرئيسية للتداول وصنع القرار في الأمم المتحدة. تشغل أيضا وزير خارجية الإكوادور.

ماريا فرناندا هي المرأة الرابعة فقط في تاريخ الأمم المتحدة التي تتولى منصب رئيس الجمعية العامة، وهي الهيئة الرئيسية للتداول وصنع القرار في الأمم المتحدة. تشغل أيضا وزير خارجية الإكوادور.

وكان لايتشاك قد جعل الناس موضوع رئاسته، وهو ما يتوقع أن يستمر أيضا خلال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة برئاسة الإكوادورية ماريا فرناندا إسبينوزا غارسيا.

ومن بين المبادرات التي أطلقها رئيس الدورة الـ 72 للجمعية العامة مبادرة جديدة تسمى “حوارات الصباح”، تعد بمثابة منبر للممثلين الدائمين للدول الأعضاء للاجتماع ومناقشة القضايا ذات الصلة بطريقة غير رسمية وشخصية وصادقة ومفتوحة. وقد حظيت المبادرة بتأييد إيجابي من قبل الدول الأعضاء، كما أشار لايتشاك.

 


اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع fffm

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading