الأمم المتحدة تحيي ذكرى الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا عام 1994
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال في الفعالية إن “الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا التي حدثت قبل 30 عاما هي وصمة عار على ضميرنا المشترك وتذكير وحشي بإرث الاستعمار وعواقب خطاب الكراهية”.
وقد أدت تلك الإبادة الجماعية إلى مقتل أكثر من مليون شخص، غالبيتهم العظمى من التوتسي بالإضافة إلى أفراد من الهوتو وغيرهم من المعارضين لها خلال نحو 100 يوم بدءا من 7 نيسان/أبريل عام 1994. وقد قتل كثيرون منهم بالمناجل.
قال غوتيريش إن هذه الأيام المئة عكست أسوأ ما في الإنسانية، لكن الفترة التي أعقبتها كشفت عن أفضل ما في الروح البشرية من صمود ومصالحة وشجاعة وقوة. ونبه أمين عام الأمم المتحدة إلى أن الإبادة الجماعية تبلغ ذروتها بالعنف الجماعي والموت، لكنها تبدأ “بسلاح الكلمات”. وأضاف أن الإبادة الجماعية في رواندا تغذت على عقود من خطاب الكراهية الذي استهدف التوتسي.
وذكر أن هذه الأيديولوجيات الخطيرة والمثيرة للانقسام تُقدم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي وصفها بأنها “مكبر للصوت على نطاق عالمي”. وقال إن “الرسائل الدنيئة” لهذه الأيدلوجيات تظل مألوفة وتتمثل في العنصرية وكراهية النساء والأكاذيب ومعاداة السامية والتعصب ضد المسلمين والوصم والتمييز والإنكار الصريح – أو حتى تمجيد – لعمليات الإبادة الجماعية الماضية، بما في ذلك المحرقة (الهولوكوست) والإبادة الجماعية ضد التوتسي.
وشدد على ضرورة أن يقف المجتمع العالمي صفا واحدا ضد سيل خطاب الكراهية هذا وأن يدينه أينما وجد.
إيمانويل أوجيراشيبوجا، وزير العدل في رواندا قال “إن بذور الانقسام والتطرف التي أدت إلى الإبادة الجماعية يمكن أن تحدث في أي مكان إذا تركت دون رادع. وهذا تحذير قوي يتطلب قوتنا وتصميمنا على الصعيد العالمي لمنع مثل هذه الفظائع، ليس فقط في رواندا ولكن في جميع أنحاء العالم”.
وشدد على ضرورة ألا يقف العالم مرة أخرى مكتوف الأيدي في مواجهة مثل هذه الفظائع، وألا يسمح أبدا لبذور الإبادة الجماعية أن تتجذر من خلال التقاعس عن العمل.
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس قال إن الرعب الذي ولدته الكراهية واجتاح رواندا قبل 30 عاما، يجب ألا يُسمح له أبدا بأن يطل بسمومه مرة أخرى. وحث الناس في كل مكان على التعرف على العواقب الخطيرة لخطاب الكراهية وخاصة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكن للكلمات أن تنتشر كالنار في الهشيم، بالإضافة إلى عقبات التقاعس العالمي في وجه الصراع.
وقال فرانيس إن الإبادة الجماعية ضد التوتسي سبقتها مؤشرات تحذيرية لم يتم الانتباه لها، وتكشفت على مرأى ومسمع المجتمع الدولي “الذي خذل رواندا بشكل فادح من خلال عدم اتخاذ إجراءات سريعة لمنعها أو وقفها”.